30.11.10

جامعيّات..!




ها قد مرّ شهران على الفصل الدراسي الأوّل لهذه السنة..
قدّر الله أن أكون العربيّ الوحيد في فصله, اللّهم سوى بعض المحاضرات والتي يشاركني فيها طالبٌ عربيٌ واحد وأحيانا ثلاثة!
يزعجني طبعي الإجتماعي أحيانا, حيث لم أتعوّد على أن أبقى وحيدا أو طرفا محايدا في أيّ مكانٍ أذهب إليه..
أذكر أنني دائما ما أكونُ على مقدّمة المجموعة التي أنتمي إليها, لا أحب أن أجلس منزوياً مثلا, أو أن لا أشترك بمختلف الفعاليات -وإن صغرت- وأكون المبادر والمخطط لها!
لكن الوضع اختلف كثيرا اليوم, وسبب كوني الطالب العربي الوحيد يخلق تلك الفوّهة وذاك الجدار الزجاجي بيني وبين عاداتي القديمة!, لربما يعودُ ذالك للغة أولا, وللهويّة العربيّة من جهة أخرى!. فرأيتني في اليوم الأول أكوّن صداقاتٍ كثيرة معهم, وأحاول أن أفرضَ وجودي بطرقٍ شتّى لأحافظَ على كياني, وبطبع اليهود المعروف, فهُم لا يُبدون لك ما في قلوبهم, كما نحاول نحنُ أيضا أن نخفي قليلا من وجوها لنتفق أننا في النهاية أولادُ عمٍ لجدٍ واحد!!
أستغرب جدا لفوضى العيون التي رسم لها كلا الطرفيْن مسارا واحدا, واتفقوا على أنّه السبيل الوحيد حتى نكمل أعوامنا الدراسية..!
كثيرون يمقتونني, وآخرون يكرهون هذه الشوكة التي تقف في حلوقهم لا يعلمون ما مصدرها. وفي المقابل هناكَ أناسٌ يُجبروك على إعادة النظر فيهم وبشبعهم, "أحقا يوجدُ أناسٌ من الشعب اليهودي بهذه الأخلاق الكريمة!", أحاولُ أن أفتّش في وجوههم عن تلكَ الإمارات التي اعتدنا عليها, وأقلّب خطوط أيديهم لأتسرّق ولو قليلا من تفكيرهم..!

قبل أيام كنت في الإذاعة, كان على كلّ طالبٍ في الفصل أن يجري مع آخر مقابلةً قصيرة يسأله فيها عن حدثٍ مهمٍ عصفَ بكيانه!, أحدهم كان جنديّا في الجيش الإسرائيلي, تحدّث عن عملية إختطاف الجنود الإسرائلين على الحدود اللبنانية مما سبب الحرب الأخيرة- حرب تمّوز 2006 -. روى لنا ما حدث هناك حيث كان أحد الجنود الذين تواجدوا في ذات الوقت عند حدوث عمليّة الخطف, وشاهد كيف تمّ إختطاف الجنود وأنا في قمّة الذهول..! . وعندما جاء دوري, تحدّثت عن قصة استشهاد أخي أحمد, وكيف قُتلَ بدمٍ بارد على أيد الشرطة الإسرائليّة, بل وتمت ترقية الضابط الذي قتله!
ما إن أنهيت, حتى عمّ السكوت أرجاء القاعة, بدأت الأنظار تتوجه الي, تفرّست فيّ العيون, ظننتُ للوهلة الأولى بأنني أخطأت الوصف وقلتُ بأنّ أخي قتل شرطيا بدم بارد!!
حتى لا أظلم أحدا, كثيرونَ هم الذين أبدوا أسفهم على ما حدث, على الأقل بعيونهم وتصرفاتهم!
لكن لا أعلم ماذا كان رأي الوجه الآخر, شعرتُ بقهقهات الشماتة تملأ أصداء قلوبهم..!

هي الحياة الجامعيّة في بلادنا هكذا, هنالكَ أقليّات تسعى لإيجادِ كيانها, وأغلبيّةٌ تحاولُ فرضَ أفكارها, صراع عنيفٌ بلطف! فالجميع يُظهر للجميع بأننا كتلةٌ واحدة, لا تفرقنا مجموعة حروفٍ أو مجموعة مبادئ شرعيّة!!!

ثمّ يُفجعكَ وجودُ أناسٍ يصمتون حينما يلمحوا ظلّك يأتي من بعيد, يحاولون أن يخفوا تلك الحروف العربية التي ستتساقطُ من أفواههم رغماً عنهم عندما ستحيّهم..! . لا أعلم لما تحضرني قصيدة للرائع أحمد مطر مطلعها:

إختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء
قال لي: ما فيك داء
حبسة في الصوت لا أكثر…
أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء !
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم ( القضاء )
حبسة الصوت
ستعفيك من الحبس
و تعفيك من الموت
و تعفيك من الإرهاق
ما بين هروبٍ و اختباء
و على أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً و مساء
بحياة اللقطاء
باختصار…
أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء !



أحبّ أن أستمع إليكم :)





28.11.10

ويبقى جثمانها مسجّى..!

بسم الله الرحمن الرحيم

شدّني قبل يومين عبارةٌ للرائعة أحلام مستغانمي مفادها:

{ الذين نحبهم لا نودّعهم, لأننا في الحقيقةِ لا نفارقهم لقد خُلق الوداع للغرباء .. وليس للأحبة }

تعجبني فلسفةُ الذكرى الباقية, والماضي الحاضر إلى حدٍ ما ..
عندما تمرّ بأيامك نفحاتٌ من شذاً كنت لربّما تنتظره منذ أبصرت, وأحيانا يُخيّلُ إليكَ بأنك قد وجدتّ ضالتك أخيرا, تستنزف شوقا عندما تعصفُ بكَ ثلّةٌ من تلك الأوقات الغابرة.
فعلا, نحنُ لا نودّع من نحب, بل نودّع الأيام!
فمن قد سكننا يوما, ينفكّ يغذّي أيامنا بحضور حنينه الكثيفِ أحيانا, وبعيونه في أحايين أخرى!
ولكن, لا بدّ للقلب بأن يضع حدا لهذا التطرف لماضٍ مضى, ولا بدّ للفجر من أن يقتلع الشمسَ من جذورها لتعطيه حاضراً من الطراز الثقيل!
خاصة وأنّ هنالك أناس تكمنُ روعتهم في بعدهم, وتنمو محبتهم فقط عندما لا تشتمّ حروفهم!, وبمجرّد حضورهم, سرعان ما تتلاشى لوحةُ الشوقِ من عينيك, وتتبدد فيك غرائزك البشريّة, وتتمرّد!

ولا يحضرني الآن سوى بعضٍ من أقوال جبران:

البعض نحبّهم
لكن لا نقترب منهم , فهم في البعد أحلى
وهم في البعد , وهم في البعد أغلى

والبعض نحبهم
لأننا لا نجد سواهم
وحاجتنا إلى الحب تدفعنا نحوهم
فالأيام تمضي
والعمر ينقضي
والزمن لا يقف
ويرعبنا بأن نبقى بلا رفيق


.. والبعض نحبهم .... ويبقى فقط أن يحبوننا..
.. مثلما نحبهم





 


27.11.10

لماذا عُمريّات..؟!

عند كتابتي لعنوان هذه التدوينة "لماذا عُمريّات" شعرت بأنني أروّج لمنتوجٍ يباعُ حديثا في الأسواق!
لا أدري إن كانت المدونات هي الأخرى كالمنتوجات الغذائية مثلا!, لكن لا أستغرب ذالك, فأحيانا يجد الضالّ "منتوجه" الغذائيّ في مدونة هنا أو تدوينة هناك..
عمريّات .. أسم اخترته لتدوينتي, لا أدري لماذا هو دون غيره بالذات, هناك كثيرٌ من الأسماءِ جديرةٌ بحملِ اسم وليّة العهد هُنا!, لكن أظنّ أن السرّ في اختيار "عمريّات" دون غيرها يعود لمللي من الكلماتِ التي يستعملها معظم المدوّنين هنا, حيث ما انفكّوا يرتدون ذات العبارات. أعتقدُ بأنّ عمريات يميّز حروفي هنا .. ثم لا مانع بالتيمن بـ"أندلسيّات" مثلا ..!

أتمنّى أن أصل وإياكم لوضعٍ يجد الشخص فيكم هنا ذاته, ولا مانع بأنّ يسمّي هذه المدونة بأسمه كـ"محمديّات" أو "عائشيّات" مثلا عندما يضعني في "المفضلّة" عنده!

أتمنّى أن نقضي وقتا ممتعا :)

عمر أبو صيام

26.11.10

مدوّنتي الجديدة

مدخل

منذ مدّة وأنا أحاول تفصيل وقتٍ لإفتتاح مدوّنتي الصفراءَ هذه أختا لمدونتي الخاصة, والتي لا يطالع سريّة حروفها سوى وجهي.
كأختها, تحمل اللون الأصفر الصافي دون تكلّف كما يفعلُ كثيرون!
أحبّ التدوين بشدّة, بدأت هذا الحبّ السريّ منذ ثلاثِ سنواتٍ تقريبا حين دفعتني عصابات الأيّام لرهن حياتي للحروف دون غيرها, وأن أعمل لصالح الكلماتِ كـ"جاسوسٍ" على المستجدّات التي تمليها عليّ الظروف. كما أسلفتُ سابقا, كان التدوين سريّا يبدأ في منتصف الليل حتى وقتٍ لم أحدده يوما, لكن مؤخراً وبعد أن بدأت بتلقّي تعليمي العالي في موضوع الصحافة والإعلام اكتشفتُ أنني بحاجة ماسّة للكتابة لما ترصده عيني من أحداثٍ وأمور, وأنّ الإعلاميّ محتاج لأجندة تعبّر عن سجايا نفسه وهواجسه الخاصة, لا سيّما وإن كان ذا رسالةٍ ساميّة جديرةٌ بوضعها بقوالبَ من عسجدٍ أصفر كلون مدوّنتي.
ولأنّ مدوّنتي السريّة باتت مؤخرا تتذمّر من حمل حروفي في بطنها وعلى صفحاتها البيضاء, قررتُ أشاطرَ الحملَ مع أخرى, فمنحتها شرف حملِ هويّتي الخاصة وتقلباتِ مزاجي اليوميّة المزعجة أحيانا, وهنا كلّ ما هو سوى ذالك!
لا أدري إن كانت هذه نوعٌ من أنواع الخيانات, لكن على كلّ الأحوال ليست بدرجة قذارة تلك الخيانة التي أرّقتني يوما, وعلى كل الأحوال سأبوح بهذا السرّ لمدوّنتي الخاصة, فلا تقلقوا..!

في الأمسِ 25\11\10 كان ذكرى ميلادي العشرين, كان مميزا بحق, خاصة بعد أن خلا من كثير من الأشخاص القذرين..!
أعاد للنفس طاقةً كانت قد أهدرت منذ شهور سواءا ً في عملٍ أو غيره .. كان لا بدّ لي من أن أصمم ليخرج معي هذا:


[إضغط على الصورة للتكبير]

 

اسأل الله العلي العظيم أنّ يتمّ عليّ وعلى جميع المسلمين الصحّة والعافية إنه وليّ ذالك ومولاه

وأخيرا, أرجو أن ينال جنوني هنا ذوائقكم, وأتمنّى أن لا تبخلوا عليّ من نصائحكم ونقدكم البنّاء .. فنحن منكم وإليكم
والحمد لله ربّ العالمين



محبّكم
عمر أبو صيام