27.12.10

ثقافة المُـتـــاح ~

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بكم مجددا ... أتمنى أن تكون المواضيع التي أطرحها هُنا تعنى فعلا بذوائقكم, فأنا فعلا أحاولُ جاهدا أن أضع أفكاري وجنوني هُنا لكن بالطريقة التي تحبون, وأحاول قدر المستطاع أن لا أطيل عليكم الكلمات لمعرفتي المسبقة أن قرّاء المدونات -عادة- لا يحبون المواضيع الطويلة بشكل عام, لذا أرجو ممن كان لديه ملاحظات على المواضيع التي تنشر هنا أو يود أن أتطرق لموضوعٍ معيّن أن يراسلني على بريدي الإلكتروني abosyam.8@hotmail.com أو هنا في التعليقات .. :)

نعود لموضوعنا الجميل, والذي أكنّ له مودة خاصة! وهو "ثقافة المتاح" أو "الفنّ المتاح" ..
كانت المرة الأولى التي سمعتُ فيها عن هذا الفن أو هاتيك الثقافة عندما كنتُ في الخامسة عشرة من عُمري, سمعتها للمرة الأولى عن طريق قصّة النبي صلى الله عليه وسلم المعروفة, والتي فيها أنّ أحد المشركين وجد النبي صلى الله عليه وسلم قد نام تحت شجرة وقد علّق سيفه عليها, فنزل عليه على حين غرّة وتوشّح سيف النبي وأطلقه في وجهه قائلا: يا محمّد من يمنعكَ منّي؟ فقال النبي بثقة: الله. فسقط السيف من يد المشرك ليتناول النبي, فسأله النبي: وأنت الآن من يمنعكَ مني؟ فقال الرجل: يا محمد, كُن خير آخذ!, فقال له النبي: أتؤمن؟ قال: كلّا. قال له: أتمنعُ الأذى عنّي؟, فقال الرجل: نعم, أمنعه عنك. فتركه النبي لحال سبيله! يروى أنّ الرجل قد أسلم بعد أن تركَ النبي ..!

ما هو الفن المتاح؟
الفنّ المتاح هو أن تقوم بإتقان الشيء بالأمور الحالية المتاحة لك في الوقت الحالي، بمعنى أن تقوم بالعمل بالإمكانيات المتاحة لك، وبعد أن تتقنها وتحسِن بها, تستطيع التقدم وتطوير الأمر..!
نلاحظ أنّ النبي في قصتنا قد استعمل هذا الفنّ بشكلٍ جميل جدا, حيث أنّه استعمل ما قد أتيح له في الوقت الحالي, فالرجل رفض الإسلام لكنّه قبِل كف الأذى عن النبي, لنلاحظ فيما بعد أنّه قد أسلم وهنا تحقق الفن المتاح. لم يأخذ بالتطبيق 100% إلّا أنه نجح ب50% في الوقت الحالي, وأكملها حتى المئة في وقت لاحق..!
ثقافة المتاح هي بداية الطريق, فإن قام كلّ فردٍ بتطبيقها على أمور حياته الشخصية وأحسنَ بها, حتما سيجرّه الأمر نحو النجاح .

سأتحدّث قليلا عن تجربتي بالرغم من بساطتها, والتي أظنّ أنها مثال مقبول لتطبيق فن المتاح, علّها تخلق بعض الحماس لتجريب هذا الفن كوني لا أختلف عنكم أبدا ^^ (يعني مش مثل اللي بالتلفزيون ^^")
كانت تجربتي في تطبيق ثقافة المتاح في التصميم, حيث بدأت العمل على برامج بسيطة كان أولها "برنامج الرسّام" والذي يتواجد في كل حاسوب, ثم أنتقلت الى برامج أكثر تطورا, وكلّما أتقنتُ برنامجا انتقلتُ لآخر, كنتُ أشعر بأنّ البرامج المتاحة لي في البداية لا تكفي, ويلزم العمل على عدة برامج في ذات الوقت, شعرتُ بالإحباط كثيرا, وذات مرّة قررتُ أن أنهي علاقتي بعالم التصميم, تركتُ المجال ما يقارب الأربعة شهور, لإحباطي الشديد وعدم اقتناعي بالبرنامج الذي كنت أعمل عليه في تلك الفترة!
عدتّ للتصميم, مرّت سنتان وأنا أحاول أن أسيطر على برنامج جديد, برؤية جديدة وعقليّة المتاح, حتى وصلت لمرحلة أظنّها جيّدة جداً, وصلتني فيها عروض من مختلف الشركات الكبرى, وكانت إحداها شركةً أوروبيّة!
طبعا لا أدعي الفن, ولا أدعي بأنني قد بلغتُ أعلى مراتب الإحتراف, إنما ما أعتبرُ نفسي مصمما صغيرا هاوياً, ولا أملك سوى بعض نقاط التميّز لا غير, ثمّ ليس الهدف هُنا لأسرد تجربتي بقدر ما هو عرض لتجربة شخصيّة مع ثقافة المتاح.

أحبّ أن يطلق على هذه الثقافة أيضا بفن, لأنّ إيجاد جميع الإمكانيات المتاحة لك هي فنّ بحدّ ذاته. لذا حاول تطبيق هذا الفن على كافة أصعدتك الشخصية سواءا كُنتَ مدرّسا, أو طالبا, أو عاملا في أحد الأماكن على اختلاف نوعها..!
ولا تنسَ أن ما قد يتاحُ لك اليوم، قد تفقده غداً، فاعمل وأحسِن حتى يتسنّى لكِ التقدّم بسرعة أكبر وبطريقة مبرمجة ومخططة، حدد هدفك، واسعى لتحقيقه بفنّك المتاح..

منذ مدّة وجدت للأستاذ أحمد الشقيري كلمة موجهة للإعلامين بشكل خاص وللجميع بشكل عام يحثّهم فيها بالعمل بثقافة المتاح, لأنّه هو أصلا كان قد طبقها يوما وما زال يطبقها, لنشاهد معا ما يقول



لاحظوا كيف أنّ الفن ليس محتكر أبدا، دولٌ تنتهج هذا الفن، وأناسٌ هم من الطراز الثقيل يستخدمون هذه الثقافة أيضا ..



أسعد بسماعِ آرائكم :)

25.12.10

فاصل ~

لا أدري لما يصرّ وجهكِ على ترتيب أمسية شوقٍ كلّ مساء ..
ولا أعلم لما تنفكّ عيناكِ أن تبقى نافذةً على أملٍ مستحيل..!
قصاصةُ شعرِك العشوائيّة بيارقٌ قد حلّقت بالسماء تعلن استقلاليتها..
وبدا البدر أيا بدري مستمتعا بسمفونيّتكِ العذبةِ على مائدة الليل
نسماتُه تحاول إطفاءَ نور عينيكِ الذي سلبه كبريائه بين أبراجه
لأغطّيكِ بحنانيّ وأفئدتي .. وكياني...
مصرّةٌ أنتي - كعادتكِ - على ملئ المكانِ دفأً وحبّا ونورا..!
تجذّري في ذاكرتي 
وأقذفيني بقنابل العشقِ المزلزلة
فما زال طيفكِ المتمرّد يشدّني دائما نحو أيامك
لم أهنئ بعد من ملاحم الحبّ التي روّجتِها من أجلي..!
فدعيني أعلن نكستي بينَ يديك , وإندحاري عنوةً قدّامك..!
دعيني أقولها بتطرّفٍ شرقي
بأنّك مساءآتي الجنونيّة


19.12.10

تأثير الفرد على المجتمع!

بسم الله الرّحمن الرحيم


أعلم أن عنوان التدوينة للوهلة الأولى يبدو جافّاً, ومفهومٌ ضمنا للوهلة الأولى أيضا أن ما سيحتويه سيكون مجرّد نظرياتٍ وكلماتٍ ثقيلةٍ على النفس, لكن لا تتسرعوا أرجوكم!


لا أحبّ الفلسفة كثيرا, ولا أحب النظريات التي يطلقها أصحابها في الهواء وحسب, ولكن أحاول أن أكون إنسانا عمليا قدر المستطاع.
دائما ما نصادف التعبير: "تأثير الجماعة على الفرد" أو "تأثير المجتمع على الأشخاص!" .. لا أحبّ كثيرا هذه المصطلحات, لن ألغيها طبعا, لكن سأحاول أن أعمل ضدها!
الإمام حسن البنا, خيرُ مثالٍ حاضرٌ في ذهني الآن, فردٌ لم يقلب موازين مجتمع فقط, إنما قلب فِكر الشرق الأوسط بأكمله ثمّ امتد بأثره للعالم بأسره, وبات واقعا نعيشه الآن. ماركس, هو مثال آخر لفردٍ قام بالتأثير على مجتمعه, ومن ثم انتقل الى العالميّة فيما بعد. قد يعيبني كثيرون الآن بأنّ هناك من هم أولى من ماركس بذكر اسمه, لكن أحاول أن أوجه كلماتي لجميع الشرائح على اختلافِ توجهاتها فاعذرونا ..!
من واقعنا الآن, أجد بالأستاذ عمرو خالد هذه الميّزات, كذالك الأستاذ أحمد الشقيري, أنتم لا تعرفون مدى التأثير في الشباب, ولتراني أحدهم, في توجيه فكره وإعادة برمجة أولوياته..


موضوعي هُنا ليس من أجل ن أذكر هذه النماذج المشرّفة فقط, إنما كمحاولة لإستدراجكم واستفزازكم لنكون سويّة من هؤولاء الذين أنجزوا -ولو قليلا- لأمتهم ولشبعهم, وآن الأوان حقا لكتابة الأهداف التي يسمو كلّ شخص لتحقيقها. لا أظن المذكورين آنفا أشخاصٌ غير عاديون, إنما فقط, فكروا وعملوا, صاغوا الأفكار, وكتبوا الأهداف وبدأوا بعمليّة التنفيذ..
للإمام حسن البنا مقولة دائما أحاول أن أرددها كلما شعرتُ بفتور وهي: "إنما تنتصر الفكرة إذا قويَ الإيمانُ بها" .. فإن أنت آمنت بفكرة أنك مميّز, سيتحوّل هذا الإيمان إلى واقع أنت تعيشيه, تنتفع بالتالي أمّتك جراء تميّزك هذا. وللشقيري أيضا نظرة خاصة عميقة, ألا وهي "نظريّة المتاح" .. تقول بأنّ على الإنسان الذي يودّ التقدم في مجاله, سواءٌ كان إعلاميا أو خلاف ذالك, أن يعمل بالأمور المتاحة والمتوفرة له في الوقت الحالي, أن يحسن بها ويتقها, مما يفتح له الأمر حتما أفقا جديدة ستمكنه من العمل بشكلٍ متطورٍ أكثر, وهكذا حتى يصل لتلك التي رسمها يوما..
الأهداف لا تتحقق بسهولة, والأهداف تأخذ من وقتكَ الكثير, لربما سنوات, المهم هنا هي "الفكرة" و "درجة الإيمان بها" ..
قبل أيام جال في خاطري فكرة تأثير الفرد على المجتمع, ورأيت شحّ المتناولين لهذا الأمر, عندها قررتُ أن أبدأ بهذا بالموضوع, وأن أجرّب أن أؤثر على زملائي في الفصل كنوع من إثبات الذات ليس إلّا, كوني -كما ذكرت سابقا- العربي الوحيد في الفصل الدّراسي .. 

كان ذالك قبل أيام,حينما قررتُ أن أجعلَ زُملائي من اليهود يتحدثون العربيّةَ! ربما كانت الفكرة إنتصارا لنفسي ليس أكثر, والمغزى منها هو الوصول لتلك النشوة بأنّك قد أثرت ولو بالقليل في من حولكَ!
بحيلةٍ بسيطة, جعلتُ إحدى الزميلات تفتح "أجندة اقرأ" والتي كما تعلمون, مليئة بالعبارات والكلمات الرائعة وجميعها باللغة العربية. حاولت أن تقرأ بعض الكلمات, ثم حاولت أن تكتب اسمها, بدأت بمساعدتها, لينضم معظم من كان بجانبنا, وفجأة, بدأ كثيرون ينصتون لنا ويشاركوننا بكلماتٍ يعرفونها, ذاكَ يعدّ للعشرة, وتلكَ تردد أغنية بالّلغة العربيّة!
لأنتبه فيما بعد بأنني صرفتُ انتباههم عن المحاضِرة التي باتت تنظر مدهوشة "للفصل العربيّ" الذي ظهر أمامها فجأةَ!
إحدى الأمور التي أضحكتني من الكلمات والعبارات التي ذكروها هي: "كل كلب بجيه يومه!" ^^"
حقاً تسائلت عن أيّ موضوعٍ بالذات كانت تتحدث معلمة لطلابها الذين لا يبلغ عمرهم أكثر من أحد عشر عاما!


 لن يبدأ التغيير إلا عند انتصارنا على أفكارنا السوداء, سأكون عمليا كما وعدتكم, ولربما أكرس فيما بعد ورشاتٍ هُنا, في عمريات, عن كيفية الوصول لذاك الهدف المنشود, طبعا لا أدعي العلم, ولا أدعي أنني شخص قد سما بروحه ووصل لجميع أهدافه, وبات يُشار إليه بالبنان, إنما أنا شخصٌ عاديٌ جدا, لي بعض التجارب في الحياة, أظنّ أنها علمتني الكثير, وحققت لي أهدافا شخصيّة, وساهمت قراءة بعض الكتب في صقل الكثير من شخصيّتي، أحاول أن أشارككم بها, ولكم الحريّة بالأخذ بها, أو ردها على صاحبها ..


قبل أن أنهي كلامي, هناك مهمّة بسيطة, سأنفذها قبلكم. أحضروا قلما وورقة وأكتب عليها 13 مرة: "أنا مميّز"


أحب أن تشاركوني آرائكم هنا :)

15.12.10

في رحاب شيخنا ..

عدتُ اليوم إلى طقوسي المسائيّة مجددا, أنا أصلا لم أتركها, كنتُ أدوّن في مكان آخر لا يطالعه سوى وجهي..!
كثيرٌ من الأمور كانت تنتظرُ مني أن أكتبها, لكن كثيرٌ من الأمور حالت بيني وبين ذالك, كان آخرها ضرب الرعد لشاشتي, مما أدى لتعطيلها وبالتالي تعطيل طقوسي هُنا..!
قبل ثلاثة أيام خرج الشيخ رائد صلاح من السجن, كنت أرتقب هذا اليوم مذ دخوله إلى السجن, كُثر هم الذين قالوا بأنّ الأيام مرّت بسرعة, حتى الشيخ ذاته قال ذالك, لكن لا أعلم لما شعرتُ خلاف ذالك..!
منذ قليلٍ فقط عدتُّ من زيارته وتهنئته بالسلامة. كان يقف بصلابة, وابتسامته المعهودة ما انفكت تطالعُ وجهه بكلّ حرفة وجمال. ما زال يصرّ على أن يناديني "صيام"! وعندما صافحته, سألني مداعباً:"صيام .. بعدك صايم؟! ^^" فأجبتُ بكلماتٍ فاح الغموضُ منها: "إذا بدّك بصوم .. عشانك!" .. ضحك من ذالك ولا أدري إن كان قد وصله فعلا ما أريد..!
لا أدري لما يكتسحُ كلّ واحدٍ فينا هذا الحُب لهذا الرجل, ولا أدري لما نصرّ جميعا أن نجعله دائما في رأس الهرم! أحد الأشخاص مازحه قائلا: "إنتي مين ما بحبك؟ خفالله أولمرت بحبك  بس مستحي يقول! ^^" "
لم أرَ وجه هذا الرجل عبوسا يوما, فقط عندما يتحدث عن القضيّة الواحدة والوحيدة, ربما لأنّه أدرى الناس بالحال. أعتقد بأنّه يدري بأنّه ليس من حقّ الرموز بأن تبكي, وليس من حقّ الرموز أن تعبسَ ولو لمرّة واحدة. هو يعلم حق المعرفة بأنّ ابتسامته, تعني أمل الأمّة الإسلاميّة بالنصر المبين إن شاء الله.



في ذات اليوم الذي خرج فيه الشيخ رائد, حال بيني وبين الوصول لإستقباله وجود بعض المحاضرات في ذات اليوم. لا أخفيكم سراً بأن الأمر قد وقع بنفسي!, فابتكرت طريقة لأعبّر فيها عن فرحي بهذا اليوم المشهود بإغاظة أعادءه بمجرّد ذكر حروف اسمه!; حيث قام المحاضر بإتاحة الفرصة لنا بأنّ نجرّب شعور الإذاعي في ستوديو الأخبار, بشكل وهميٍّ فقط, فسمح لكلّ شخص في القاعة بأن يذيع خبرا, لا تتعدى مدّته الدقيقتين. رأيتُ بالتجربة هذه فرصةً لأعبّر فيها عن ما في قلبي! .. فطلبتُ أن يتّصل فيّ "مقدّم الأخبار" وكأنني مراسلٌ قد خرج لتغطية خروج الشيخ رائد صلاح بشكلٍ وهمي, وكوني العربي الوحيد, ومن مدينة أم الفحم, راقت لهم الفكرة!
عندما انتهيت من التغطية الوهمية, كان البعض ينظر اليّ نظرات كنتُ قد اعتدتُ عليها أصلا, لكن زاد هذا اليوم هو شدّة انفعالي أثناء التغطيّة, واتهامي بالا موضوعيّة بتغطية الخبر! 
موضوع آخر أحبّ أن أعرّج عليه, يوم السبت الماضي, كانت هناك ندوة إعلاميّة كانت قد نظّمتها "الجزيرة توك" في كليّة القاسمي في باقة الغربيّة. كانت الندوة بعنوان "ثورة الإعلام الجديد", استمتعتُ فيها بوجود أناسٍ كنت اقرأهم دون أن أقابلهم, وحقا كان لي شرفُ لقائهم والحديث مع الكثير من المدوّنين أو على الأقل الإستماع لهم. راقتني فعلا تجربة التدوين, وزادت من رغبتي بالكتابة حتى النهاية!. كان لي بعض التحفّظات على برنامج الندوة, كقصر الوقت مثلا, لكن على أيّة حال ما هذه سوى التجربة الأولى والتي أسأل الله أن تستمرّ.


أسعدُ بسماع آرائكم, وتشرفني مشاركاتكم


8.12.10

فلسفةُ الهدايا ~

موضوع اليوم مختلفٌ قليلاً ..
لا أدري لما قررتُ أن أكتبه اليوم دون غيره, لكن أحبُّ أن تشاركونا آرائكم فيه ..
جميعنا يحبّ الهدايا, سواءاً تلك التي تصله في ذكرى ميلاده, أو نجاحه, أو ربما لوصول أحد الضيوفِ حاملا بين يديه هديّة تختلفُ مع إختلاف الأشخاص والبيئة, فهناك من يأتيكَ بــ"طقم فناجين" مثلا, وهناكَ من يأتي محمّلا بأرزٍ وبعضا من عصير أيضا..!
ربما يميّزّ شعبنا الفلسطيني هُنا هذه الأمور, تروقني هذه الأمور كثيرا, خاصة وأنها تعبّر عن ذوق الضيف, وغالبا على الأمور التي يحبُّ أن تصله من ضيوفه.
ألاحظُ اختلاف العالم الغربي عنّا, فتراهم يحملون "باقة من الورود" إن همّوا بزيارة أحد, أو لربّما حملوا معهم كتاباً في أحيانٍ أخرى. لا أدّعي قطعا صحّتها وأننا يجب أن نلتزم فعلا بما يقومون به, فلكلٍّ عاداته ولكلّ أصولٌ تربى عليها, لكن لا مانعَ أحياناً من الإستعانة بمثل هذه الأمور, خاصّةً أنها ستخلقُ عند المُهدى إعجابا بذوقك, وستجعلُ عنده طابعا خاصّا.
 تعجبني فلسفةُ الهدايا, خاصّةً فلسفة "تأثيرُ الفراشة" والتي قد تكونُ لها علاقةٌ مباشرة في موضوعنا ..
قبل أيامٍ فقط رأيتُ في مدوّنة الأخت "جاردينيا" فيديو شرح فعلا نظريّة " تأثير الفراشة | Butterfly Effect ", سأعرضه عليكم الآن من بعد إذن أختنا ..




لاحظوا تأثيرَ الهديّة الأولى على مجرى الشريط, طبعا النظريّة صحيحة في كل المجالات, فالأشياء الصغيرة قد تكون كبيرةً فيما بعد, مما يعني أننا نحنُ من يصنع الفروق دوما..

أذكر أنني تلقيتُ الكثيرَ من الهدايا خلال مسيرة حياتي, فتارة في ذكرى ميلادي والتي أظنّ أن الطابع الغالب على الهدايا لهذه الذكرى كان الملابس, ربّما لحبّي لهذه النوعيّة من الهدايا كثيرا! ^^". لكن فعلا كانت الهديّة الأكثر تأثيرا من أحد الأصدقاء, بل قُل الأخوة والذي أهداني يوما "ساعةً" و "قصيدة" هو كتبها والأهمّ كان " كتابا" فيه كيفيّة كتابة الشعر الموزون, وتعريفٌ بالبحور الشعريّة بشكلٍ رائعٍ وبأسلوبٍ مبسّط, دعمه بتلك القصيدة التي فاحت مسكاً وجمالا في ذاك اليوم..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

أحد الأشخاص وصلته هديّة عندما كان في أحد صالات المطاعم على ما يبدو, شاهدوا ردّة فعله .. ^^"




في النهاية, أرجو أن تكونوا قد استمتعتم هُنا, وفعلا يروق لي أن أستمع إلى آرائكم بالنسبة لهذا الموضوع ..
هل تحبون الهدايا؟ ^^
وماذا تفضلون أن تكونَ هداياكم؟ :)


مُحبّكم

6.12.10

حبٌّ عنيف..!

اليوم وخلال إحدى المحاضرات والتي تعنى بالقانون وحريّة التعبير, كان الموضوع الطاغي على المحاضرة هو العنف على الأطفال والذين لم يصلوا لمرحلة البلوغ بعد. كثيرٌ من القوانين حتّى تحميهم, وكثيرٌ من القصص المؤلمة التي جرت هنا في إسرائيل.
على غير عادتي, أمسكتُ قلمي, واسترسلتُ بكتابةٍ عميقة, بشكلٍ مختلفٍ هذه المرّة, ليخرجَ معي الآتي:

دعيني أوظّف فؤادي آذِنا أمام بوّابة عينيكِ
دعيني أحرسُ ذاكرتكَ لألّا تستقطبَ غير ذاتي..!
أغدقي عليّ حُبّاً واقصفيني بنظراتِ عشق ملتهبة
رشّيني بياسمين شوقكِ
وعلّقي على الحبال أيّامي
أحبُّ أن أختنِقَ بشوقكِ, حتّى أعترفَ مُجبراً
بجريمةِ هواكِ
أغرقَني جنوني , وأرقتني ذكراكِ
سأكتفي بحفرةٍ أقبع فيها ..
المهمُّ عندي .. عندكم ..!


سامحونا على عنف الحروفِ هُنا ^^"

4.12.10

التصميم الأول في حياتي!!

لا أدري لما قررت اليوم العبث بذاكرة الطفولة..!
ربّما لأنني كنتُ أظنّ بأنني سأجد هناك شيئا غريبا يثير في النفس الفضول ..!
قمت بفتح بعض الأقراص (CD) والتي يعود عمرها لعام 2004 .. عندما كنتُ أبلغ من العمر14 عاما..!
رأيتُ الكثير من الفيديوهات التي كنتُ مثلتها في مضى! .. لاحظت أنّ جلّ اهتمامي كان تقليد الصحفيين بحمل المايكرفون تارةً وبالإعتداءات عليهم تارة أخرى!, والتي لربما أرّقتني في تلك الفترة!
رأيت تصاميمَ لي تحمل صوري عندما كنت صغيرا, وقد طبعتُ عليها "الصحفي الصغير"!
ضحكت كثيرا من سذاجة الصغار, ومشاكساتي والتي أظنّ بأنّ كثيرا منها ما زال عالقا فيّ حتى اليوم! ^^"
جلبتُ لكم تصميما, أظنّ بأنّه الأول في تاريخ حياتي..!
على ما يبدو أنني قد صنعته على برنامج يُدعى Photo Express يتيحُ العديد من الإمكانيات المحدودة للتعديل على الصور..
ما وجدته هو توقيعٌ لشخصٍ يدعى أبو المثنّى (مش عارف كيف كاينين يعطوني أصمم :D ) لمنتديات فلسطينيو ال48 التي كانت يوما من الأيام! .. لاحظوا العجقة وانعدام التنسيق والترتيب و... ^^"

من هسا بقولكم .. أنا متبرّي منّه خخ ^^"

                              [إضغط على الصورة للتكبير]


حسب المعلومات في الصورة, تاريخ التصميم كان 23.12.2004 الساعة 16:36

فعلا فاجئني هذا التصميم .. بتمنى أنه ما يكون فاجئكم ^^

آرائكم!!

3.12.10

فضفضة !


من جديد تقتضبني الذاكرة دهرا الى الوراء
تقذفني بين أسوارها ودهاليزها
لا أدري لما أشعر أحيانا بأنّ ماضيّ بحاجةٍ إلى دفتي كتاب أدفنه فيها, ولا أدري لما أصرّ أحيانا أن أجعل من كلماتي قبورا لأناسٍ قد مرّوا بي, لربما بادلتهم شعورا أجهله حتّى اللحظة, ربّما كانوا جديرين فيه .. أو بغيره .. ربّما ..
أحاولُ أن أحافظ عليهم في خبايا أضلعي, هناك حيث اللاوجود لغيرِ وجهي وأنا .. دون كلماتٍ وتعابير جافّة!
لكن دون جدوى تُرجى من الأمر, مصرّاً على عادتي القديمة, أطفئ ذاكرتي بالورق لأنسى!
هل كان الورقُ يوما مطفأة للذاكرة؟!
أم لتراه المدادُ الأزرق, الذي بدوره تمَوضَعَ على صفحاتي, وبدأ الفيضان الإنسيابيّ بفوضى اضطراباتي الجنونيّة!
لم أعد أسيطر على أفكاري, باتت كأوامر عسكريّة مُجبرة هي حروفي للإنصياعِ لها..!
وبتّ كمدمنٍ يشدّه اللون الأبيضُ للكتابة, وتغيريه الريشةُ برأسها ليرسمَ بها أيّامه, أو .. وجهه ..!
لا أدري أتنتهي العقدة أم أنها أصبحت عاهةً مستديمةً في ذاكرتي ..
ولا أدري متى سيكتب لها القدرُ تلكَ الوصفةَ السحريّة لتنطلقَ بقوّة اللهب!

لا أدري!

1.12.10

المسلم عالمي ~ طموح!



إحدى النظريّات التي تشدّني ولتراني أتبنّاها مؤخرا..
نظريّة "المسلم عالمي" أطلقها الأستاذ أحمد الشقيري في برنامجه الرائع خواطر 6
هنالك الكثير من الآليات التي علينا أن نقوم بها لنرتقي للعالميّة والتي كانت ترادف اسمنا يوما..
تستفزّني الإختراعات الحديثة بشدّة, حيث لا نلمحُ فيها حروفا تفوحُ منها رائحة الطابونِ العربي مثلا!
قرأتُ مؤخرا استفتاءا يبيّن كم تصرف الدول العربيّة على البحوث العلميّة مقارنة مع دولة اسرائيل ومختلف الدول الأوربيّة ..
لنجد أننا نصرف 0.3% من إجمال الناتج الوطني للبحث والتطوير فيما تخصص باقي البلدان جديدة التصنيع ما يصل إلى 1-3% من إجمالي ناتجها الوطني على البحث والتطوير العلمي! أي أننا نصرف ما يقارب 29$ للفرد الواحد!

29$= 130 شيكل = 22 دينار تقريبا

لا أدري حقا ماذا لل29$ أن تفعل؟!
في الحقيقة أحيانا لا تكفيني لمدّة يومين, خاصّة إن كنت جائع او أريد بأن أدعو أحد الأصدقاء للعشاء!!!

لا أدري متى ستكون قفزتنا التاريخيّة تلك, ولربما على أنقاضها بدأت ببناء رسالتي في الحياة..!
ثمّ يبقى السؤال هنا .. من أينَ سنبدأ؟ هل من الطبقة الكادحة؟ أم من هناك, حيث القصور الفخمة, والأسرار الدفينة!


أسعدُ بسماع آرائكم ^^