29.7.11

ثمّ رحل فادي !



لم تلبث معرفتي به سوى بضعة شهورٍ ليس أكثر، لم أعرفه عن قُرب، سوى بعض الأحاديث والكلمات، والتي بَنَت في ذاكرتي رجلاً ربّما قرأته في إحدى رواياتي المجنونة، ألّفها لي أحد الأشخاص المقرّبين من فادي، وحكتها ليَ الأيام فيما بعد..!
علّمني درساً في الإرادة غير منتهية الصلاحيّة، والحماس الذي ينمّ عن عقليّة فذّة تفاجئ من حولها في كلّ مرّة. ربّما خلت ذاكرتي من ملامسة عيناه، ومجالسته أو حتى الإستماع إلى ضحكاته المتقطّعة، لكن أبداً لم تخلو من إصرار هذا الرجل على متابعة مسيرةٍ إرتسمها لنفسه، ودائرةٍ إحتسبَ محيطها وقطرها بكلّ مرونة ودقّة وهو يعلم أنّ حتفه سيلاقيه عاجلاً أم آجلاً، فقام بنثرِ بذورِ جمعيّةٍ نمت في داخله قبل أن يبثّ أشعّتها إلى من حوله، وأطلق عليها بإحساسه بـ "بسمة أمل" ثمّ راح بجاذبيّته المعهودة يضمّ إليها أناساً كادوا أن يوازوه رجاحة عقله ..

شهران بأكملهما لم تخلُ أيّامها من إسم فادي يتردد في ذهني وعقلي، وفي حياتي الروتينيّة حتّى، كنت أشعره يغطّيني كلّ ليلةٍ من فرطِ التفكير بما يحلُّ به الآن، لأستيقظ وأمارس طقوسي اليوميّة بالإطمئنانِ على صحّته الخائنة، والتي لم تمهله كثيرا .. الحمدُ لله على كلّ حال ،

اليوم شُيّع فادي إلى مثواه الأخير، دون أن يترك لي فرصةً أخيرةً لزيارته ومعانقتهِ ولو لمرّةٍ واحدة كما كانت متّفق، حيث إرتقبت أنا وجمعٌ من الأصدقاء زيارته بعد أن تدهورت صحّته جراء مرضه المجنون، فلم يمهلنا حتى السبت القادم، وفضّل لقاء وجه ربّه الأعلى، لينام قرير العين جانب أحد شهداء فلسطين المعروفين، الشاعر راشد حسين!

في المسجد، تجمّع الناس حولَ جُثةٍ هامدة، موضوعةٍ داخلَ تابوتٍ برتقاليٍ كان قد صنع من خشب حزين، تقشّرت أطرافه الكرتونيّة لرهبة الموت الذي يلفّه في كلّ مرة. وفي داخله تكوّم غطاءٌ مفروش بالورود الحمراء والبنيّة والتي حيكت على أصفر قاتمٍ عبوس. على الغطاء نام إكليلٌ من الزهور الحزينة ينوحُ ويتشبّث بآخر ذكرى لصاحبِ هذا الجسد الأبيّ. ثمّ لفّ الجثّةَ بدلةٌ ناصعة البياضِ غيرَ مخاطة، وفي أعلى الغطاء كُشفَ عن بدر على ما يبدو أنّه كان قد سقط من السماء، وحان وقتُ عودته إليها، رسمت ملامحَ وجهه إبتسامةٌ ميّتةٌ متّقدة!، تبعث في من عرفها بحيّويّتها شهوةً لتقبيل جبين صاحبها المسجّى. هي هكذا رائحةُ الموتى لدى تقبيلهم، باردةٌ بإحساسها حارّةٌ بفراقها!
 
وانتهت مراسيم الدفن، وقُـدّم واجب العزاء لوالده وأخاه، بعض الأصدقاء تباكوا ما بينهم، فذاك يذكر فادي في صغره، والآخر في تعليمه، إلّاني، لا أحمل في جعبتي سوى بعض أقصوصات الورق، وقصصٍ قصيرةٍ يكاد لا يعرفها أحدٌ عن فادي سواي!
لكنني بكيت، وبكيت، لأجدني آخر من يغادر المقبرة، مودّعاً بطلَ روايتي المفضّل، فادي.

عزيزي، فلتنم كحيل العينِ أشمّاً، ووداعاً لدنيا لا يقمعً فيها إلّا المبتلون، أصدقاءك من خلفك، يكملون ما إبتدأتَ به، وكلّ عيونهم إصرارٌ على مشوار إبتدأتَ أولى خطواته. سجيناك اليوم، ولم نسجّي فكرتك، ستظل فينا تنبضُ بإصرارك، وتبثُّ فينا عزيمتك وقوّتك..



يكتبها لك، محبّك المخلص
عمر أبو صيام

18.7.11

مرحبا بالعطلة الصيفيّة ،

بسم الله الرحمن الرحيم


في الأمسِ كنت قد أنهيتُ إمتحانات آخر الفصل، وبالتالي إنتهت السنة الدراسية لعام 2010-2011 بسلام والحمد لله، ولكن وقبل أن هممت بالعودة إلى البيت، توجّهتُ إلى مكتبة الكليّة ربّما لأودّعها أو لتراني اشتقتُ لأن أجلس بها كما اعتدت على ذالك خلال السنة !

مكتبتنا الرائعة في كليّة عيمق يزراعيل :) !
                                
واليوم ابتدأت العُطلة الصيفيّة الممتعة ربّما، كتبتُ الكثير من الأهداف والطموحات التي سأعمل على إنجازها إن قدّر الله لي ذالك، طبعا أهمّها هو جمعُ ما تيسّر من المال للسنة المقبلة ولمشاريع صغيرة في رأسي، كذالك العمل على قراءة كميّة لا بأس بها من الكتب التي حتما ستفيدني في مشواري الإعلاميّ المقبل إن شاء الله. كذالك سأعمل على زيادة خبرتي في المجال الموسيقي، علّنا نساهم برفع مستوى الفنّ الملتزم بعونِ الله!
كما أنوي السفر لأداء مناسك العمرة في رمضان، فأسأل الله أن يتقبّل منا جميعاً وأن يبلّغنا رمضان إن شاء الله. إحدى خططي لهذه العطلة أيضا، هو البدء بتصوير فيلميَ القادم، والذي سأعمل ُ فيه جاهداً على تخطّي الأخطاء الخفيّة التي وقعتُ فيها في شبابيك 1، فدعواتكم لنا.




لديّ مشروع صغير يتعلّق بمحبّي التصميم وبرنامج الفوتوشوب على وجه التحديد، سأعرض التفاصيل في حال تيسّر الأمر فكونوا بالقرب :)


ماذا عنكم أعزّائي، ماذا تحملون من مشاريع لعطلتكم الصيفيّة المقبلة؟ 

أحبّ سماعكم! :)



5.7.11

على هامِش زيارتي لطيور الجنّة ~

بسم الله الرحمن الرحيم


لم يستغرب أحدٌ عندما علِم أنني قد سافرتُ للأردن خصيصاً من أجلِ حفل طيور الجنّة والذي أقيم في إربد يوم الجمعة الموافق لـ 1.7.2011.. 
لكن في الحقيقة لم يكن هدف الزيارة هو طيور الجنّة وفقط، إنما هي مآرب إعلاميّة من الدرجة الأولى، وأمور شخصيّة كالزيارات الوديّة لأصدقاء في القلب يقطنون في الأردن أيضا، لكن أيضا لا أنكر أنني قد استغليتُ حفل طيور الجنّة لتلك المآرب والأمور ..
كان هدفُ المشاركة هي الإلتقاء بالوسط الإنشادي الأقوى والإطلاع عن قُرب -وكما أحب- على روّاد هذا الفنّ، مخالطتهم، مجالستهم، والإستفادة من خبرتهم في سبيل تطوير فننا المُلتزم في الداخل الفلسطيني، خاصّة وأنني أعتبرُ نفسي أحد المروّغين للفنّ الملتزم في الداخل الفلسطيني على الأقل!

قاعة الحسن الرياضيّة - المدخل الرئيسي

كانت الساعة 5:30 عندما دخلت مدينة الحسن الرياضيّة- إربد، وفوجئت بالجمهور ذو العدد الهائل والرهيب، ينتظرون في الدخول إلى أرض المهرجان. سألت هناك عن إمكانيّة دخول الصحافة إلى أرض المهرجان، وبعد مشاورات ومناقشات مع إدارة المهرجان، تمّ إدخالي إلى أرض المهرجان كضيف شرف V.I.P، لأقوم بمهمّتي التي خرجت من أجلها وهي مرافقة نجوم طيور الجنّة.

 كواليس الحفل- من اليمين، محمّد بشار، عمر أبو صيام، براء العويّد (تصوير المعتصم بالله مقداد)

قابلتهم جميعا، والتقطتّ لهم -ومعهم- الكثير من الصور التذكاريّة، تحدّثتُ مع محمّد بشّار والذي أثنى على مدوّنة عمريّات (كنتُ قد نشرتُ سابقا مقالة بعنوان: محمّد بشار، مش معقول). كما وتجاذبنا أطراف الحديث مع الفنّان الصاعد براء العويّد والذي بدوره أيضا لم يبخل بحواره الممتمع.

ما ميّز الحفل بالدرجة الأولى بتقديري هو قوّة التنظيم من قِبَل أفراد الفريق، والذين لم يتوانوا أبدا عن التدقيق بأصغر الملاحظات والتي بتصوّري لو وُجدت لدينا لما اهتمّ بها أحد للأسف!. لاحظتُ استخدامهم للتقنيّات المتطوّرة في التواصل بين أفراد الفريق، وابتعادهم عن "العاديّة" في التعامل مع الأمور، وجدتُّ الإحسان طاغٍ على وحدة الفريق ككل وكأنّهم خليّةُ نحلٍ واحدة، وبتصوّري هذا ما ينقصنا قبل التقنيّات وقبل كل شيء.

براء العويّد، أحد النجوم الجدد في فريق طيور الجنّة، وربّما كان هذا الحفل الرابع أو الخامس له بين جمهوره ومحبّيه، ولحرص القناة على أداءه (بالرغم من كون الأداء مسجّلا -PlayBack) إلّا أنّهم حرصوا على إيقاف أحد الأشخاص أمام براء، وتوجيه حركاته للجمهور ليبدوا تفاعلاً قويّا معه، بمعنى توجيه حركاته وبطريقة لا ينتبه لها الجمهور الواسع، لزيادة التفاعل معه.

 أثناء وصلة عمر الصعيدي - (تصوير أحد مصوّري طيور الجنّة)

ما لفت نظري أيضا هو إنعدام العشوائيّة في الدخول والخروج، وحفظ أعضاء الفريق لأدوارهم. مثلا، نزول عمر الصعيدي إلى الجمهور لم يكن عشوائيّاً ومن "حماس" مفاجئ داهم قلبه جراء التفاعل الشديد مع أناشيده، إنما هي حركة موجّهة ومدروسة من قِبل الإدارة، فمحمّد بشار أو ديما بشار لم يقلّ تفاعل الجمهور معهم أبداً، لكن إقتصر أدائهم على المسرح فقط!، وما لاحظته أيضا هو الطريقة السلسة في إنهاء كل فقرة وفقرة، فمثلا إعلاء صوت الأذان لم يكن فجائيّا أو بقطع الفنان مباشرةً أثناء وصلته، إنما بطريقةٍ حكيمة إفتعلها الرائع إبراهيم السيلاوي وعمر الصعيدي. ثمّ أذكر أنّ مغادرة الفريق لأرض المهرجان أيضا كانت بحكمةٍ مدروسة أظنّ أنّهم قد اكتسبوها من زخم الحفلات والمشاركات، والشهرة الفاحشة التي يقعُ فيها أفراد الفريق.

 فريق طيور الجنّة أثناء وصلة البداية - إربد 1.7.2011


خلاصة القول، هي أننا بحاجة تنظيمٍ وتعاونٍ داخليٍّ كبير في سبيل إنجاح حفلاتنا الملتزمة على وجه الخصوص. كلّ نجاح أساسه التخطيط والتنظيم، وأولى الخطوات للوصول إلى هذا المبتغى، هو الإبتعاد عن العشوائيّة و "ع البركة"، ففننا ورسالتنا أسمى من كلِّ عشوائيّةٍ ممكنة. نحنُ بحاجةٍ إلى إحسان من الدرجةِ الأولى لنثبت للجماهير العريضة بأننا موجودون على الساحة الفنيّة، قلباً وقالباً!

لمشاهدة المزيد من صور الحفل، يمكنكم زيارتي في الفيس بووك
http://en-gb.facebook.com/people/Omar-Abu-Syam/100000454939074


آرائكم تهمّني في سبيل الرقيِ بهذا الفن الأصيل :)
محبّكم، عمر أبو صيام

3.7.11

ما أسرع الوقت حينما يمضى معك!



حين تلدغكَ عقارب الزمنِ بأنّ وقتَ السعادةِ قد إنتهى..
وتعلنُ الذاكرةُ عن إنتهاءِ مساحةِ الحفظ،
تعودُ مجدداً لتهيمَ على وجهكَ منتظراً
لقاءاً سرمديّاً آخر
وعناقاً روحيّا أبديّ،،
ما أسرع الوقت حينما يمضي معك !




أولى محاولات النزول إلى ميدان التصوير :)


أتمنّى أن تنال على إعجباكم :)