25.12.11

شبابيك 2- بعض التفاصيل، تفضّلوا

بسم الله الرحمن الرحيم



لم تمضِ سنةٌ على عُمرِ فيلم "شبابيك 1" والذي كنتُ قد أخرجته قبلَ حوالي ثمانية أشهُر بمشاركة طاقم عمل صغير وبسيط، وإمكانيّات محدودة بواسطتها شاركتُ بمسابقة الدولة للأفلام القصيرة، وللأسف لم يتأهّل للنهائيّات لأسبابٍ واضحةِ المعالم ذكرتها في تدوينةٍ سابقة، وعلى إثره عاهدتُّ نفسي على إكمال سلسلة بعنوان "شبابيك" أطرحُ فيها مواضيعَ شبابيّة ذات رسالةٍ سامية.

 تصوير رامي جبارين
 
مؤخراً بدأتُ وبمشاركةِ طاقمٍ من الأصدقاء المحترفين في عدّة مجالات كالتصوير، التمثيل، والهندسة الصوتيّة بتصوير أولى مشاهد "شبابيك 2" والذي يحملُ فكرةً شبابيّة مختلفة تماماً عن الجزء الأوّل، سيكونُ لها طابع الكوميديا الإجتماعيّة الناقدة، وبأسلوبٍ عصريٍّ شبابيٍّ جذّاب، وبوقتٍ أطولَ قليلاً من الجزء الأوّل

طبعاً جديرٌ بالذكر أنّه سيشارك في التمثيل هذه المرّة بالإضافة إلى الممثلين، أشخاص وفِرق موسيقيّة فنيّة معروفة بفقراتٍ جديدة ومميّزة والتي حتماً ستضفي جوّاً ونكهةً مُختلفة بعونِ الله..



نستعمل هذه المرّة كاميرات سينيمائيّة عالية الجودة (FHD)، وإضاءة وحركات تصويريّة باستعمال عدّة أجهزة بالتقنيّة العالية. أما الموسيقى التصويريّة فستصنع أيضاً في إحدى الأستوديوهات الإحترافيّة بمشاركة موسيقار ذا باعٍ طويل.



أمّا بالنسبة للقصّة فطبعا لن أسردها حتى أحافظ على عُنصر التشويق. لكنّها ستدورُ بشكلٍ عام حولَ الفيس بوك وعُنصر الثقافة داخل قصّةٍ لطيفةٍ خفيفة..

أنا أتعمّدُ عدم ذكر أي أسم هُنا، حاليّاً على الأقل لحاجةٍ في نفس يعقوب، لكن أعدكم أن أفصّل لكم العمل كما فعلتُ في الجزء الأوّل. ولا يسعني إلّا أتقدّم بالشكر الجزيل إلى الأخ ووالصديق رامي جبارين، وزميلي الغالي أحمد قاسم، وأخي الحبيب محمّد أبو العز على مواكبة الأحداث أوّلاً بأوّل.


أسعدُ بمروركم ودعمكم المعنوي، وأرجو أن تترقبوا القادم .. 


يكتبها لكُم
عُمر أبو صيام

15.12.11

قصّة- المذياع وأطفال اليهود!

بسم الله الرحمن الرحيم



هي خاطرة سريعة لم أخطط لها، خاصّةً أنني بصدد الإنتهاءِ من تدوينة إدارة الوقت وتنمية الذات. لكن ما حدث معي اليوم وأثناء عودتي من الكليّة، كعادتي قمتُ بتشغيل المذياع للإستماع إلى ما يدور هُناك. توٌقّف اصبعي عن التفتيش عن موجة، ليستقرّ على إذاعة "صوت إسرائيل" الناطقة بالعبريّة. كان يبثّ حينها أحد برامج المسابقات الثقافيّة، والذي فيه يسأل مقدّم البرنامج المستمعين سؤالاً ثقافيّاً وعليهم الإجابة عنه. إلى هُنا والأمور تسير على طبيعتها إلى أن قامت إحدى المستمعات اليهوديّات بالإتصال والإجابة عن السؤال، فبشّرها المقدّم بصحيحِ إجابتها وقبل أن يبدأ بسردِ قائمة الجوائز التي ستحصل عليها أخبرته أنّها تريدُ شيئاً للأطفال، فلم يتردد أبداً وقال: مجموعة من الكُتب الثقافيّة للأطفال .. هُنا أجبِرَ المذيعُ على التوقّف والإنصات للصوت الخارجِ من سمّاعةِ المتحدّثة، إنّهم أطفالها يرقصون ويهتفونَ بفوزِ أمّهم بالجائزة المقدّمةِ بالتالي لهم، ضحكَ المذيع وناداهم: أنصِتوا، لم أنته، أنظروا ماذا سأقدّم لكم أيضاً: "مشاهدة أحد العروض الكوميديّة المخصصة للأطفال" .. فقفز الأطفالُ مجدّداً يهتفون: "אמא .. אמא .. אמא!" (ماما!) ..!

كنتُ في تدوينةٍ سابقة (كيف تكون مبدعاً) قد تحدّثت عن دور الأهل والبيت في تنمية إبداع الطفل، وتسخير الجو المناسب له، عدم كبته وإخراج ما في بطنه من مواهب علّها تفيد الأمّة أكيداً فيما بعد..
لاحظوا اعتناءَ الأمّ بالبيئة الثقافيّة المحفّزة للأطفال، ولاحظوا اعتناء وسائل الإعلام بتخريجِ جيلٍ مثقّف مع مراعاة جيله والأمور المحببة له. شخصيّاً لا أذكر أنني رأيتُ أماً وأطفالها يتحلّقونَ حول الراديو بالذات، أو حتّى مشاركتهم بحلّ الأسئلة التي تعني الكبار بالدرجة الأولى. التحلّق جميعا حول الراديو للإستماع فقط له مفعوله الكبير بدايةً في أن تكونَ مستمعاً جيّداً. يقولون أن تكون مستمعاً أكبرُ تأثيراً من أن تكونَ متحدّثاً ذا لسانٍ طلق. وبراعة الاستماع تكون بـ: الأذن، وطَرْف العين، وحضور القلب، وإشراقة الوجه، وعدم الانشغال بتحضير الرد، متحفزاً متوثباً منتظراً تمام حديث صاحبك..!
 
يحدّث أحد الأشخاص: دعاني أحد أصدقائي إلى حفل توقيع أحد العقود المهمّة لشركته، لكنّ صوتي كانَ متعباً يومها ولا أستطيع الكلام تقريباً. وصلتُ لأرضِ الحفل، فبدأ أحد المدعوين بالتحدّث معي، ولشدّة الألم في حنجرتي لم أشارِك في الحديث تقريباً سوى بالإيماء موافقاً برأسي أحياناً، وبعض الكلمات، أستطيع أن أقول أنّني شاركتُ بـ30% من الحديث وأكملَ هو الباقي. بعد أن عدتُّ إلى بيتي خشيتُ من ردّة فعل الأشخاص الذين تواجدوا هناك بوصفهم لي بأنني شخصٌ ممل، لكن كانت المفاجأة عندما صرّح الأشخاص الذين حاوروني لصديقي بأنني محاورٌ بارع!

الإلتفاف حولَ الراديو مع الأطفال محفّزٌ للخيال والإبداع العقلي، فما على المقدّم أو الإذاعة سوى تقديم الأصوات، وحريّة رسم الصورة هي للمستمع فقط. وربّما تكون إحدى التمارين المجدية جدّاً لتحفيز الذاكرة الصوتيّة كذالك..
ولا بدّ لنا من ملاحظة دور الإعلام في تدعيم هذا الدور، حينما اختار الهديّة المناسبة لسنّ الأطفال عندما أخبرته الأمّ بذالك حرصاً منها على استفادتهم على المدى البعيد. فكان اختيار الكُتُب والثقافة هي في المرتبة الأولى، ولم ينسوا أنّ الترفيه مطلوب، فكان العرض الكوميدي هو الجائزة الثانية ..

كم هوَ ممتعٌ أن نتشارك جميعاً- جماهيرَ وإعلام في تربية جيلٍ سحملُ رايتنا فيما بعد. وكم هوَ ممتعٌ أن تشاهد البذرة التي زرعتها يوماً بأجودِ تربة، وسقيتها بأنقى ماء لتشاهدها تنمو يوماً بعد يوماً وتستلذّ بالإفتخار به.
للأسف إعلامنا يقدّم يومياً المئات من المواضيع الساقطة لأطفالنا، هذا عدا عن الرسوم المتحرّكة والتي لا أعلم من أين يقومون باختراع أشكالها، فذاك ذو عينٌ واحدة وآخر تتمركز أذنه في منتصفِ رأسه بينما عيناه في يديه، ناهيك عن لباس الفتيات والذي لا أجدُ له أيّ وصفٍ حتى الآن!

يقتلون كلّ إبداعٍ متبقٍ لديهم، ولا يستفزّون فيهم سوى العنف والكلمات البذيئة وفي أفضل الظروف يخرجُ الطفلُ وليس في رأسهِ سوى شكل الشخصية "الرائعة" هذه ويريد أن يشتري منها مقلمةً أو حقيبة!

وما يعزّ عليّ حقاً حينما يتّهمني كثيرون بمبالغتي بانتقاد وسائل الإعلام هُنا بالذات، ووصفهم لي بالعقليّة الصعبة. ما زال البعض يؤمنون أنّ الوضعَ ممتازٌ جداً وبأنّ النجاح والثقة التي نالتها كبرى وسائل الإعلام هي تعكس نجاحهم واقتناع الناسِ بهم بالرغم من أنّ الوضع مختلفٌ كلّ الإختلاف عن هذا .. ما زلنا نطمحُ لإيجادِ البديل الذي سيحرق جميع الأوراق الصفراء، ونساهمَ -ولو قليلاً- ببناءِ جيلٍ حرٌ مُحسن ..


أسعدُ بمشاركتكم لي تعليقاتكم هُنا وليس فقط على الفيس بووك :)

8.12.11

صفرا صحافتنا صفرا !

بسم الله الرحمن الرحيم

كوني مصمم جرافيك ومجال عملي يتركّز في الصور والألوان، إلّا أنني ناقمٌ على الصحافة الأمريكيّة والتي أطلقت مصطلح "صحافة صفراء" على مصادر الإعلام والصحافة التي ترمي المهنيّة الصحفيّة خلف ظهورها، وتسعى فقط لإظهار الأخبار التي تجلب لها المزيد من المتابعين والجماهير دون الإلتفات إلى مدى صحتها أو مصداقيتها وبالتالي تزيد من نسبة أرباحها وهو المطلوب بالنسبة لها. أقول كوني مصمم جرافيك فإنّ أكثر ما يشدّني من بين الألوان هو اللون الأصفر، وحقيقةً لا أعلم سرّ هذا العشق بيني وبينه، ولما كلّ هذا التحيّز له بالذات، حتى أنّ بعضاً من أصدقائي المصممين اعتبرني مرهونَ اللونِ الأصفر وآخرون اعتبروه نقطة ضعفي!. لكن مؤخرا بتّ أخفي حبّي هذا، وصرنا نتقابل سراً في أوقات فراغي التصميميّة، ومن تابع "عمريّات" سابقاً، لاحظَ إفراطي في استخدام اللون الأصفر في الستايل والشكل الخارجي للمدوّنة، ولا أخفيكم سراً أنني قد لجأت إلى استبدال ستايل المدوّنة الأصفر باللون الأبيض فقط من أجل الشبهات والإشاعات التي تثار يوميا حول أصفري العزيز!

فإعلامنا المحلي هُنا في ال48 لم يترك مجالاً حتى للتفاهمِ معه، فجنّ جنونه، وبات يستغلّ كلّ قواه الإعلاميّة في سبيل رصدِ تحرّكات مشاهير الفنّ الهابط، وكانت الطامة الكبرى في خضمّ الثورات العربيّة عندما كشف "موقع بانيت" عن "السكووب" الحصري لهم وهو "سقوط بعض خصلات الشعر من هيفاء وهبي!
وغيرها من سقوط هيفاء على المسرح، وأيّ الفنّانات أجمل بأحمرِ الشفاه، وأيّهما أجمل عندما كانت صغيرة، هذا عدا عن أخبار "الكلاب الضالة" و "القطط التي أنجبت قططاً جميلة" (مش فاهم وينتا القطط كاينة تنجب غير القطط!!!)
مؤخراً كان لا بدّ لنا من وقفة حرّةٍ حازمة، فيها قمتُ بمشاركة أخي وصديقي معاذ خطيب بنقد الحزب الأصفر بعد أن ناقش قضيّته الخطيرة وهي: "ماذا ترتدي فتيات نابلس في الشتاء!" ,, وبحمد الله ثمّ جهود الأخوة والأخوات في مواقع التواصل الإجتماعي، تمّ إحداث بلبلة واسعة، وصل صداها إلى "الموقع الأول في البلدان العربيّة" وعلى إثره تمّ حذف الخبر من الموقع رُغماً عنهم.

بدايةً أدعوكم لزيارة موقع الراصد الإعلامي والإطلاع على مدى استخفافهم بعقول المتصفّحين:

وكذالك أدعوكم لزيارة المقالة التي نُشرت أيضا في موقع الراصد:




إلى صحافتنا الصفراء، ممثلةُ ببانيت، بكرا، الصنارة:
سنبقى نرصد، وننتقد، أنتم تهدمون من جهة، ونحنُ سنبقى نبني ما تهدمون بالضبط. مهما قيّدتم أقلامنا، ومنعتم كلماتنا من النشر، لن نتوانا أبداً عن فضحٍ استخفافكم بعقولنا. اليوم لدينا راصدٌ واحد، لكن غدا، سيكونُ كلّ فردٍ فينا راصدٌ برمّته!


أطيب المنى لكم