30.3.11

الشعب يريد ~ تصميمي في يوم الأرض !

بسم الله الرحمن الرحيم


اليوم هو ذكرى يوم الأرض، والذي تعود ذكراه -كما تعلمون- إلى 30. آذار. 1976 عندما قامت المؤسسة الإسرائليّة بمصادرة مساحات واسعة في البلاد، كان معظمها يتمحور في منطقة سخنين وعرّابة، مما أدّى إلى إنتفاض الجماهير العربيّة وسقوط ستّة شهداء رووا بدمّهم الطاهر هذه البلاد .. نسأل الله أن يسكنهم فسيح جنّاته ..

يوم الأرض ليس مجرّد شعاراتٍ يحاول البعضُ أن يسوّغها، إنما هو بداية عهد ووعدٍ جديد، نقطعه مع هذه الأرض الطيّبة. نعيد ذكرى هذا اليوم بزرع الأشجار فيه، بالتواصلِ مع إخواننا في النقب، وبالوقوف على جثمان الشهداء .. ليس فقط بإحتفالاتٍ رنّانة ومهرجاناتٍ شعبيّة!


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


أحبّ أن أهديكم بمناسبة هذه الذكرى الأليمة، تصميما بسيطا، كنت قد بدأتُ به منذ أيّام الثّورة المصريّة العظيمة، وقد اكتمل اليوم. طبعا لا أقدّمه لإزالةِ واجبٍ عنّي أو لأشعر أنني قد قدّمتُ شيء! .. أبدا .. لن نفي الأرضَ بكلّ الكلمات ولا بكلّ الصور والشعارات .. لن يرسم حدودها سوى دماء الشهداء..!


أترككم مع العمل 


                                 الرجاء الضغط على الصورة لمشاهدة التصميم كامل


مدة العمل: أسابيع على فترات متقطّعة.
عدد الليرات: 54
الصور المستخدمة:  إضغط هنا ~


ملاحظة: قد تكون الفكرة مبهمة قليلا، وقد تعمّدتُ ذالك ولم أضع نصّاً من شأنه أن يشرح الفكرة، أتمنّى أن تمعنوا النظر وتتوصلوا لما أرمي إليه :)


شكر خاص لكلٍّ من الأخوين المصمميْن: خالد السراج ، والأخ محمّد عبد الرحمن، على الإضاءات النيّرة :)

أتمنى أن تنال إعجابكم، وأكون سعيدا جدا بنقدكم البنّاء :)

24.3.11

ذاكرةٌ تحتَ المطر





هاي هيَ السماءُ تمطرنا من فيضها
كما تمطرني الذاكرةُ تماماً
بذكرى أيامها العتيقة..
كلّ حبّة مطرٍ تنفجرُ 
أرضاً
تحملُ بين ثناياها
حرّ الأيام الأولى
ورغبة الحبّ الأول..

الجو باردٌ، والبعدُ حار!
وأنا قامعٌ بينهما
أحتارُ إلى أيِّ الأطرافِ
أُنتدب..!



ضرباتُ المطرِ
في أرجاء الأرض

بعنفِ السقوط، وقوّة اللقاء
وكأنها تنتقمُ من الشمسِ
التي حجبتها كثيراً

عن عشيقتها الأولى
وحِبها، يذكرني كثيراً
بشغف العاشقِ الصغير
الذي انتظر أن ترسمَ
ذاكرته
لقاءاً فريداً آخر

بعنفِ قطراتِ المطر،
وصوتِ زخّاتها على
الأسطحِ المعدنيّة..!
لكن سرعانَ ما 
تتلاشى الحروف
وتنتحرُ الأرقام
وتعودُ المشاعرُ إلى جحورها
تماماً كما تفرضُ الشمسُ
حظر الهطولِ على
حبيبات الأمطار،،
وتأمرها بالتبخّر مجددا
إلى أمّهاتها من السحاب
ثمّ تبدأ بالمناوءةِ
حتّى تعرقلَ وصولها
تماما كما تفعلُ 
الأيام..!


لماذا يبدو الحبّ أحياناً
كسحابةٍ سوداءَ في الرّبيع!
سرعان ما تتبدد وتشتتها 
مجرّد أشعةٍ لطيفة!
ولماذا يصبحُ الحبّ الذي كان يوماً
كريحٍ صرصرٍ عاتية
تعصفِ بكيان ذاك القلبِ المسكين
مجرّد نسمات هواءٍ
تصحبها رائحةُ زفيرٍ
ربّما يكون نتنا في أحايين أخرى؟!
هل لنا أن نمنع تبخّر الماء؟
هل يمكن حصر أشعة الشمس 
في مكان، وآخر لا؟!


ربّما كان الحبّ زنزانةً
من نوعٍ آخر
في مكان آخر
لا يتذوّق مرّها 
سوى مجانين من كوكبٍ آخر!
لقد بات الجنون طقساً 
من طقوسنا اليوميّة هنا..
وبات الكلُّ يدّعي للكلِّ
بأنّه "الكلُّ بالكل"!
وقلّما تكللت كليّته بكلٍّ
غير هذا الكلّ..!


بدأتُ بالتشرذم..
وأشعرُ بأنني سأنسجُ 
بخيوطٍ غير تلكَ التي اخترتها
تحتَ زخّاتِ المطرِ هذه..
سأسكت، وأكتفي ببعضِ
رسالاتٍ لحاضرٍ ومستقبلٍ
ربّما أراه بين يديّ الآن..
أصلّي بحفظه لي،
في أيّ وقتٍ كان
ليس كحبّات المطر
بل بكثافةِ السحّاب!


:)




                                                                      24. آذار. 2011
في يومٍ ممطرٍ آخر
 أثناء إحدى المحاضرات!


19.3.11

خذوني إلى ليبيا!

بسم الله الرحمن الرحيم

ها قد بدأت القوّات الأمريكيّة الأوربيّة بالتوافد شيئا فشيئا على الحدود الليبيّة، وبدأت الولايات المتحدّة الأمريكية بلعبتها المفضلة بلبسِ قناع "حامية شعوب العالم" لتظهر أمام شعبها أولاً وأمام شعوب ودول العالم ثانيا بأنّها "خير من استأجرتَ القويّ الأمين" !
ربّما كان الموضوع في صالح الشعب الليبي من جهة واحدة، وعليهم استغلال الموضوع لصالحهم، لكانّه كالعادة، مسوّغٌ آخر قد وجده السيّد أوباما وساركوزي لدخول أراضي الشيخ المجاهد عمر المختار ..

كم أتمنّى الذهاب إلى ليبيا، لتغطية الأمور هناك والإطلاع عليها عن قُرب، أو على الأقل لشمّ نفحات الحرب التي تأطّرهم، أو لربّما للتبرّك من ثياب أحفاد المختار المجاهدين هُناك .. لن أقول لهذا الرجل الدموي شيء، سندعُ البنادق والرصاص يقول ..

تصميم أخي وصديقي محمّد عبد الرحمن (لمشاهدة الصورة بالحجم الكبير إضغط عليها)

 
قبل يومين كنتُ في زيارة لوالدِ أحد الأصدقاء بعد تعرّضه لإصابة عمل خفيفة، اقترح موتةً مذهلة للقذافي وشخصيا أعجبتني جدا! ^^"
قال بأن يُربط "حريق هالوالدين" من أطرافه الأربعة، يديه ورجليه على شكل X وتقفُ على الطرف الآخر أربعُ دبابات .. ثمّ تبدأ الدبابات بالتحرّك البطيء، الواحدة عكس الأخرى .. مما يؤدي إلى "تشلّخ" جسده، بل وأضاف، بأنه في اللحظة التي يبدأ فيها بالتألم، أن تتوقف الدبابات، ويضرب "بالصرامي" (حاشى السامعين) ^^" !!!

أدعو الله أن يشفي جرحى الشعب الليبي وأن يرحم شهدائهم ويقوّي شبابهم بصدّ الإستعمارات القادمة من جهة ومن صدّ قوات السفّاح..

أشعرُ أنني أقرأ كتاب تاريخٍ قديم، فكلّ ما قرأته عن الثورات، ورؤى الإستعمار، والتصريحات والخطابات باتت واقعا نعيشه ونشاهده في كلّ مكان، ونساهم أحيانا بتسييره. الأمّة العربيّة الآن في بداية تحضّرها وتقدّمها، وتمرّ الآن بمرحلةٍ مصيريّة ستغيّر العالم عما قريبٍ إن شاء الله. فهذا اليمن قد قتل فيه اللعين علي عبد الله "الطالح" 46 شخص وجرح المئات بعد صلاة الجمعة، وهذا البحرين أيضا نشر الجيوش "العربأمريكيّة" وقتّل ودمر. سوريا لم يسلم أيضا، لكن التعتيم الإعلامي يحاول تسويغ الجريمة، فهناك أنباء عن وقوع قتلى في مظاهرات في دمشق وضواحيها. وهذا الأردن يعاني من أزمات عشائريّة داخليّة أتمنى أن تخرج من خجلها وتخلع "رقبة" عبد الله!. لبنان قد يعاني من طائفيّة، اسأل الله حقن دمائهم. دبي والإمارات العربية: "مدخلهمش" !

مفارقة: لاحظوا معي تشابه أسماء حكّام العرب، "علي عبد الله" و "علي زين العابدين"، تشابه بالأسماء، وتشابه بالمصير قريبا إن شاء الله!

دعواتنا لكم يا أشقّائنا في جميع الدول العربيّة .. "وبعمره الدم ما بصير مي!"

14.3.11

لو صارت ثورتنا حكاية ~

ليس من عادتي أن أكرّس تدوينة كاملة من أجل أنشودة أو كليب فقط!
لكن ما عرضه فريق إنشادكم اليوم، كان الأقوى منذ إنطلاقها على ما أظن!

"لو صارت
ثورتنا حكاية
والشهدا ألفين وألف
حنواصل حتّى النهاية
ويظل الحجر جوّا الكف"

أنشودة خالدة، يعود عمرها لأيام التسعينات، أي حينما لم أكن أتجاوز الـ 10
سنوات
.. لا أذكر هذه الكلمات إلّا من فم وحنجرة أخي أحمد -رحمه الله- عندما كان يردد هذه الكلمات بكلّ قوّة وعنفوان، كان يفهم ما يردد، ويعي جيّدا معنى كلمة "ثورة" وكلمة "شهيد" والتي لم يلبث كثيرا حتى نالها تماما كما أراد، وفي هذا الجيل الذي وصلتُ إليه بل أقلّ قليلا .. 18 عاما .. لا أدري من أين لفتاً بهذا العُمر أن يفهم الخارطة السياسيّة ويعي ما يدور حوله دون إنترنت مثلا، أو حقّا دون إعلامٍ قويٍّ كأيامنا، والذي فيه حتى الطفل الصغير يعلم بالضبط من عدوّه!



أنا مصرٌّ على رأيي، بأن رسالة النشيد الآن باتت أخفّ وطأة من ذي قبل، في الماضي كانت الكلمات المحرّك الأساسي للمنشد، أما اليوم فإنّ المحرّك الأساسي هو الألحان قبل الكلمات بشكل أساسي، ليس الجميع، إنما المعظم .. لستُ بصددِ فتح النار على أحدٍ الآن، ربّما في المستقبل القريب..! لكن في الوقتِ الآنيّ، يكفينا فخرا لهذا النموذج الفنّي، والصرح العظيم، فرقة اليرموك الفنيّة ..

رحمَ الله شهدائنا، وجمعنا بهم في جنّاته جنّات النعيم، لا أحد يتصوّر الآن مشاعرَ أخٍ يشتاق أن يسمع ذات الكلمات، وذات المعاني بعد أن فهمها وفهم إلى ما ترمي إليه، مع أخاه الأكبر خاصّة في هذا الوقت .. رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته

أترككم مع الكليب




كلّ التحيّة لفرقة اليرموك العريقة، وللأستاذ محمّد الغرابلي، وشبكة إنشادكم العالميّة


محبّكم، عُمرأبو صيام











13.3.11

نفحاتٌ متشرذمة! ~





تقتلنا المسافات
وتحتوينا نفحات آذار الباردة..
الأيّام كما الصناديق
تخبّئ في جوهرها
الكثير..!
لا تعلمُ أيّ الأشياء تختار
فذاكرتك باتت مزرعةً
بكواليسَ كثيرة، جداً
تارةً تفتعلُ لنفسكَ
الشوق ..
ثمّ
الحبّ
وفي أحاين أخرى
الكآبة،
ثمّ الحب..!

سرمديّةٌ مستحيلةٌ
تودّ أن تعيشها
ووطنٌ مفقودٌ تودّ
مقابلته
معانقته
لم يتفّق أحدٌ على ماهيّة
الوطن
ربّما كان الوطنُ
امرأةً
أو لربّما
زقاقٌ من نوعٍ آخر
في مكان آخر
في دهرٍ آخر
لا أدري!

أحاولُ إختراع لغةٍ
حديثة..!
بحروف فريدة
وكلماتٍ غير مكتوبة..
لم يتّفق أحدٌ على لغةٍ أيضاً
ربّما كانت ذات حروفٍ
عسجديّة
أو لربّما نظراتٌ عاجيّة
برّاقةٌ ولامعة!
لا أدري!

لعلّي أريدُ لقاءاً وبقاء
مناجاةً ومحاكاة
لم يتّفق أحدٌ على ماهيّة
اللقاء
ربّما لقاءٌ يحطّمُ ضليعات
الصدر
وربّما تكاتف عيونٍ ونظرات
وأرواحٍ ولقطات!
لا أدري!

لا أعي بأيّ مدادٍ أخطُّ ذاكرتي
ولا أعلم أيَّ صورةٍ
ستُزيّنُ جدرانها..
لم يصلني بعدُ إتفاق أحدٍ
على مدادٍ أو على ذاكرة
ربّما مدادٌ أحمر بلونِ
الدّمِ والكبرياء..
أو أحمرَ بلونِ شيءٍ آخر!
كالدرّاقِ مثلا!
لا أدري
ربّما تكون ذاكرةً خرِبة
مسلوبةٌ، قاحلة..
وربّما كانت صولجاناً بذاته
ناصعاً، مبيّناً
كلونِ فضلاتِ الشتاء!
حقّا .. لا أدري!
لا أدري
.
.

لكنني أدري أنني..
مشتـــاق!

2.3.11

فلسفة الفُراق !

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

بداية لا بدّ لي من شكر جميع الأسماء التي تعلّق هنا بشكلٍ دائم، وبشكل عابر أيضا، كذالك أؤلائك الذين يعِدونني بالعودة في سجل الزوار. شكرا لكم فرداً فرداً .. أتشرّف بكم جميعا .. كذالك أفتخر وأشكر جميع من يرسلون لي دائما متعتهم وارتياحهم بتدوينتي، وأشكر جميع الشخصيّات الرفيعة التي شرّفتني أيضا سواءاً كانوا إعلاميين أو فنّانين على حدٍّ سواء .. أتمنى أن نكون عند حُسنِ الظن ^^

في الحقيقة فلسفة اليوم التي سأطرحها، ألاحظها بشدّة في الآونة الأخيرة، ورأيتُ أن أضع بصمتي المتواضعة في حنانيكم فأرجو أن تستمتعوا ..

ربّما يشكّل الفِراق هاجساً كئيباً للكثيرين، وبطيبعة الحال أنا منهم. فالفراق يعني النسيان وهو ما يرى مرارتهُ وصعوبته بنو البشر إذا ما غُصبوا عليه! .. بمعنى أنّ الإنسان مجبولٌ على النسيان، لكن استفزازه بالنسيان وإجباره عليه هو ما لا يطيق ..

مثلا: عندما يبُح أحدهم أو إحداهنّ أمامك بإسم "حبيبه" خطأً فإنه سرعان ما سيتلعثم ويرتبك ويطلب منك أن تنسى المذكور!، هل تستطيع؟ لن تستطيع، أو مثلا أن تعتاد الذهاب لمدّة شهر كامل على شرب فنجان قهوتكَ عند أحد الأصدقاء، وفجأة قرر الصديق أنّ يقطع عادتك ويقول لك، بعد أن اعتدت على طعم قهوتكَ الصباحية في ذاك المكان .. "إنسى الموضوع .. إشرب قهوتك عند إمّك"
أنا متأكّد أنّ الموضوع سيأخذ منكّ أيّما مبلغ، ولن تستطيع النسيان في ذات اليوم ولربّما أيضاً بعد أسبوع!

هذا هو الفُراق، عبارةٌ عن عادةٍ توطّدت بك، ولبستكَ من رأسكَ حتى أخمصِ قدميك، لم تتخيّل نفسكَ يوما دونها، كوجودِ شخص عزيزٍ عليك (أمّك، أباك، صديق، حبيبك...) وبات أمرُ وجودِهم "كأمرٍ إعتياديّ" ليس بالضرورة إيجابيّا أحياناً..!
ثمّ بمجرّد مفارقة الأحبّة، و"زوال" هذه العادة من برنامجك اليومي، قد يجعلك تنقلب، وتنكسر وقد تبكي .. بحكم العادة وحكم أنّ الإنسان لا يحبّ أن يحرم من عاداته ..
وفعلا يكون منظرُ الشخص كئيبا وجافّا حال وقوع هذا الأمر، فالإنسان يبقى ضعيفا أمام هذه الأمور مهما بلغت قوّته. لكن لا بدّ للأمرِ من حلٍّ سريع، فالبقاء فيه سيقضى على كثيرٍ من الأمور التابعة له، وسيقلل من جودةِ أدائكَ في كافّة أعمالك اليوميّة. وربّما حالات الفراق، هي من أكثر الحالات التي ربّما نرى أثرها في حياتنا اليوميّة، قف وفكّر وأعِد الأمور إلى أساسها تجد أنّ المعظم يعاني من حالات فراق مختلفة!
بإعتقادي كان الحلّ الأمثل لذالك، إنهاء هذه الأزمة التي قد تمرّ بأي فردٍ فينا بوقتٍ أقل، هو القضاء على العادة بالعادة. تقول "أحلام مستغانمي" في كتابها "نسيان"، بأنّك مثلا لو أعتدت على وجودِ شخصٍ يهاتفك كلّ صباحٍ في تمام التاسعة، وفجأة أختفى، بالتأكيد ستشعر بتلك الفجوة، وستأرقك بشكلٍ كبير، فأولى الخطوات لسدّها، هو أن تبحث لكَ عن شخصٍ آخر يهاتفك في ذات الوقت لفترةٍ تحددها أنت، وستلاحظ الفرق!





شخصيّا أستعملت هذه الطريقة، ربّما قبل أن أقرأ أيّ شيئٍ من كتب التحكم بالشعور، لكن فعلا وجدت نجاعها بشكلٍ لا يوصف. في فترةٍ من الفترات اعتدتُّ أن أبعث بالرسائل القصيرة إلى أحد الأشخاص، كان بليغا باللغة العربيّة كما أحبّ، فكنتُ إن أرسلتُ له بيتاً من الشعر، قصفني بآخر، كان الأمر لطيفاً، إلى أن جاءت أيامٌ وانقطعت هذه المناظرات لأسبابٍ أو لأخرى، كان الأمر يمزّقني، يعرف هذا الأمر من أعتاد على الكتابة، كيف أنّ بداخله حروفاً يريدُ يطلقها في وجهِ أيّ شخصٍ حتىّ، أو يحرق بها صفحاتٍ بيضاءَ ويكوي فيها سطورا يفقدها في الوقتِ الآني!
بدأتُ بدايةً بالكتابة على ورق، وعليه نبعَ عندي حبّ التدوين، ثمّ بدأتُ أرسلُ ببعض هذه الرسالات إلى أشخاص لا يهمّ من هُم، لكن كان ذالك "يفش غلّي" حتى شُفيتُ من هذا المرض تماماً!

علّمني الفراق أن أمسكَ مشاعري بيدٍ من حديد، وهذه إحدى أعظم فوائده بتصوّري!
لا أستطيع تصوّر حياتي دون مشهد الفراقِ ذاك الذي لوّعني بدايةً ثمّ رأيتُ ثماره تنهال عليّ بوفرةٍ غريبة، جعلتني أحمدُ اللهَ كلّ يوم على الفراق!!

تعلّم أن تُخرج من لبّ المصيبة، شهدا صافيا زلالا تشربه وتستفيد من خيراته، وأرضَ بما قسم الله لك، بالتأكيد ستكون أسعدَ الناس ..


أسعد بتعقيباتكم :)