30.9.13

على أعتاب نهاية اللقب الأوّل !



تجتاحني الرغبة العامرة الآن للكتابة، وقد وقفت أمامي رفوف مكتبنا العتيدة في الكليّة، في آخر إطلالة لنا أمامها، تناظر زوّارها الراحلين بعد أيامٍ قليلة ليندمجوا مع عالمهم الجديد، بعد أن أنهوا 3 سنواتٍ من الكدّ والعلم من أجل أهداف تختلف وتسمو من شخصٍ إلى آخر.

ربّما أستعجل في كتابة فرحتي بإنهاء لقبي الأوّل في الإعلام، خاصةً أنه بقيت علامات مشروع التخرج النهائيّة قيد الإنتظار .. لكنني أعلم أنّ البداية الجديدة تقترب يوماً بعد يوم، والوصولُ إلى المبتغى بات أقرب من ذي قبل.

أُأرشف الآن ما تحتويه مشاعري من فرحٍ وتلهّفٍ للأيام اللقب الأخيرة، علّ طلّاباً في سنينهم التعليمية الأولى يقرأون ما أكتب، ويستلهمون ما قد يشعلُ همّتهم على البدء أو الإستمرار.

لم تكن سنينُ اللقب بالسهلةٍ أبداً، بل على العكس تماماً، كانت زخمة بالصعوبات والإنكسارات في أحايينَ كثيرة. ليالٍ كثيرة لا أذكر أنّني ذقتُ فيها طعم النوم، وتسريباتُ الخوف وضغوطات العمل والتقدّم كانت جمّة أشغلتني عن نفسي وعن أناسٍ كُثر، اضطررت تحمّل أعباء ذلك من أجل هذه اللحظة التاريخيّة من الآن !

ما أذكره أنني دخلتُ إلى عالم الإعلام من أوسعٍ أبوابه دون تخطيطٍ أو دراسة معمّقة ومسبقة من قبل، فما كان طموحي إلا الوصول إلى لقب كيميائي مثلاً، أو ممرّض في أحدى زوايا المستشفيات التي تعجّ بالمرضى مثلاً ! ، لكن اقتادتني يدُ الله إلى ما أنا عليه الآن لسببٍ أو لآخر.

ما زال عالقاً في ذاكرتي كلمات "المحبطين" بدرايةٍ منهم أو دون عن مستقبلِ عملي وإلى أين ستؤول إليه أيّامي وطموحاتي، خاصةً أنّ موضوع الإعلام قد بات رائجاً بشدّة -وفق تعبيرهم- ، وسيكون من الصعب علي إيجاد فرصةٍ "محترمةٍ" أصل فيها إلى أقل المستويات المطلوبة في التوظيف والتقدّم المهني إن صحّ التعبير.

لكن أستطيع أن أقول أن يدَ الله قد حطمت كلّ مخاوفي تلك، واستطاع اسمي أن يصل إلى إحدى محطات التلفزة الفضائية منذ السنة الأولى، والتقدّم لإختبار فحص ذاتي، وكذلك في السنة الثانية والثالثة أيضاً، هذا عدا عن فرص العمل الكثيرة التي كانت تقترحها عليّ مختلف المؤسسات الإعلاميّة وغير الإعلاميّة للعمل ضمن فريق عمل الشركة المعنيّة بفضل الله.

ولا بدّ لي من أن أذكر منافساتي على مستوى الدولة ومهرجاناتها الإعلاميّة، لأستطيع برفقة أصدقائي الوصول إلى تأسيس "فريق شبابيك الشبابي"، الرائد في مجاله في صناعة الأفلام والثقافة الإجتماعيّة المختلفة، ولكم هي كثيرةٌ الفرص والعروض المغرية التي تلقيناها من كبرى شركات الإنتاج التلفزيوني والإعلامي على المستوى المحلي والعربي.

من الإعداديّة - نوستولوجيا !

من ذاكرتي البسيطة، أن طُلب منّا ذات يوم عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي - صف التاسع- وقبل دخولنا إلى المرحلة الثانوية، طلب منّا مدرّس اللغة العربيّة يومها أن يكتب كلّ طالبٍ فينا عن نفسه بعد خمسة/ عشرة أعوام أين سينتهي به المطاف. أذكر أنني قد كتبت يومها (صحفي) بقلم رصاصٍ غير مبريٍّ جيّداً، مما جعل أحد زملائي يقرأها (صحابي)، فسأل مستغرباً: "بدّك تصير صحابي مع الرسول O.o" !

لعلّ الثانوية قد غيّرت بأحلامي الكثير، مما حدا بي العزوف عن هذا التوجّه الإعلامي والصحفيّ في حينه، لكن يبدو أن "جينات" الإعلام تحرّكت بقدرِ الله وجعلتني أعود إلى مسلكي وطموحي الأوّل الصغير!
............................................ 

الطريق ما زال في بدايته، الأحلام كثيرة، الطموحات أكثر، وما زال المجتمع والوطن ينتظر منّا الكثير الكثير. لا أعتبر نفسي قد قدّمتُ شيئاً يُذكر، ما أكتبه الآن هو محاولة أرشفة ورفع همم. واللهَ اسأل أن يوفق جميع الطلّاب في مختلف سنينهم الجامعية، وأن يشرفنا باستخدامنا لخدمة الدين والمجتمع.


يكتبها لكم،
عُمر أبو صيام
كليّة عيمق يزراعيل
30/09/2013