بسم الله الرحمن الرحيم
تقرأ في 3 دقائق ونصف!
انقطاعٌ طويلٌ منذ آخر يومٍ دوّنتُ فيه هُنا، سأعزيه للظروف أوّلاً، وحصّة الأسدِ لكسلي الشديد في عدم التدوين لا أدري لماذا! لكن بكلّ الأحوال أنا ما زلتُ هُنا وأحمدُ الله أنّ متابعي المدوّنة ما زالوا يسألونَ عن سبب هذا التقصير الملحوظ. فكلّ الشّكر لكم جميعاً وسأعدكم بإحياء المدوّنة من جديد بملاحظاتٍ دقيقةٍ هُنا أو أفكارٍ واقتراحاتٍ هناك..
أما بعد..
كنتُ قد دُعيتُ في الأمسِ الموافق للسّبت 19.8.12 لسهرة العيد في منتجع الواحة. كان من دعاني هُم مؤسسو الحراك الشّبابي في أمّ الفحم، والذي خرجَ علينا في الأمس بمسمّى "سما"، في فعاليّةٍ مقتضبةٍ لليلة عيد الفطر السّعيد.
لا أنكرُ أنّ يومي كانَ حافلاً ومتعباً بعضَ الشّيء، لكن كان لا بدّ من الإجتهاد للقاء أشخاصٍ انتظرتُ أن يخرجوا إلى النّور بمشاريعهم منذ العام الماضي، خاصّةً أنّنا كنّا سويّاً في خضمّ معركةٍ تطوعيّة أخرى.
وصلتُ إلى منتجع الواحة، وهناكَ قام باستقبالنا مجموعةٌ من المتطوّعين والمتطوّعات يرتدون حلّة "سما" البهيّة والتي أشدتُ حقاً بألوانها ونضارتها. كان الجميعُ يعمل بسرور، ما يزيدُ عن الـ 20 شخصاً من الذّكور والإناث يتواصلون بعضاً ببعض تارةً ومع جموعِ القادمينَ تارةً أخرى. كانَ التّرحيب أيّما ترحيب، خاصّةً وقد نامت سلّاتُ الشوكولاه الشّهيّة على موائدَ مخصّصة، كذلك عصائرُ الضّيافة ومشتقّاتها. ومروراً بسكرتاريّة الإحتفال اللواتي خُصّصن لإحصاء وتسجيل مشاركي الإحتفال، ارتسمت لوحةُ المشاركينَ بالإحتفال، وكانَ أكثر ما سرّني هو تنوّع الأجيال والحضور الواسع من قِبل العائلات. كانَ الجميع يجلسُ منتظراً إطلاقَ مدفعِ البداية، والكلّ مترقّبٌ لهذه الأمسية النّوعيّةِ لمجموعةِ متطوّعين غيرَ محزّبين، دونَ الدّخول في المعترك السّياسيّ الجافّ، أو المداهناتِ لفلانٍ أو لحزبٍ ما.
ثمّ لمّا كانت البداية، لم تخلُ الأمسيةُ من تكبيراتِ العيد للشّيخ "علي الملّا" مؤذّنُ الحرمِ المكيّ، بالإضافةِ إلى أناشيد الفنّان سامي يوسف وفرقة طيور الجنّة، مع عتبي لعدم افتتاحها بآياتٍ من الذّكرِ الحكيم. لم يكن هناكَ كلماتٌ أو استضافات فارغة، إنّما اكتفى "الحِراك" بكلمةٍ مُوجزة لممثّلتهم في الحراك، اكتفت بطرحٍ جذّاب لماهيّة التطوّع وأهميّته عن طريقِ فعّاليّاتٍ بسيطةٍ شاركت بها الجمهور. وكانت الفقرة التّالية عبارة عن توزيعِ جوائزَ للحضور حصلتُ فيها على كتابٍ أخّاذ!
وأخيراً كانت الفقرة المركزيّة بإطلاقِ "مناطيد ضوئيّة" إلى الفضاء، سجّل كلّ شخصٍ عليها رسالته إلى سوريا الجريحة، وتمّ إطلاقُ مئاتِ المناطيد لتضيءَ سماءَ أمّ الفحم حُزناً وأملاً في ذاتِ الوقت.
ولأكونَ أكثرَ صراحةً، فأنا لم أكتب هذه التدوينة للتملّق أو لمجاملة أعضاء الحِراك، وجميعهم دونَ استثناء أصدقائي ولنا تواصلٌ شبه دائم، فأنا إن طُلبَ منّي التقييم فلن أعطيهم 100% ولا حتّى 90% ! ، وأظنّ أن ذلك أيضاً لن يعجبهم لو قلتُ ذلك. فالأخطاءُ وُجدت، ولعلّ بعضها كان جليّاً.. لكنّي لم أكتب اليوم لأتحدّث عن الأخطاء أيضاً، فلم تكن تلكَ شيمي خاصّة في مكانٍ عامٍ كهذا.
ربّما هي لفتةٌ للحراكِ والإشادةِ بهم، وحثّ المجموعات "الفيسبوكيّة" على السّيرِ على خطاهم، فالإكتفاء بالتّنظير والنّقد لم يكن حلاً سحريّاً أبداً.. ومن تابع تدويناتي السّابقة لاحظَ أنّني لطالما ناديتُ بالرّوحِ العمليّة والنّزولِ إلى الشّارع وفهم متطلّباته. وكم سيسعدني أن أرى في الأيّام المقبلة إتحادات المجموعات التطوعيّة كـ"سما الحراك الشّبابي" وغيره من المجموعات في فعّاليّة مشتركة مع حفظِ كلّ فريقٍ لإسمه.
أما أنتم أصدقائي في الحِراك، فاليومَ اليوم قد بدأت مهمّتكم، ونحنُ في انتظار المزيد منكم، ولتعلموا أنّ الأيّام المقبلة ستكونُ أكثرَ صعوبة، وأكثرَ حُلكة .. وفي ذات الوقت أكثرَ مُتعة. كم أتمنّى أن تسعوا لتطوير أنفسكم، وإلى توفير الدعم اللازم أيضاً للمجموعات الشّبابيّة التي تودّ العمل خارج إطاركم بتقديم يد العون والمقترحات اللازمة ليتطوروا وينافسوكم بالخير والعمل التطوّعي.. "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"
وأخيراً اسمحوا لي أن أكشفَ عن مخطّطٍ جديٍّ وحصري، بأنّ فيلم "شبابيك 2" والذي طالَ انتظاره، سيتمّ عرضه قريباً في حفلةٍ مختلفة، وروحٍ مختلفة .. بالتعاون مع "سما- الحراك الشّبابي" ، فكونوا بالقرب أعزّائي.
* كلّ الفخر بكلّ فئة أو مجموعة تطوّعيّة ستقوم وستنشأ في ربوعِ بلادنا خاصّة وأرجاء الوطن العربي عامّة.
* أنتظر أن أدعى لأيّامٍ تطوعيّة أو أمسيات من هذا القبيل لأكتبها هُنا
* انتظروا فيلم "شبابيك 2" بعد العيد إن شاء الله.
* لا تنسوني من صالح دعائكم
يكتبها لكم،،
عُمر أبو صيام