20.4.11

أيّها المنشدون، كفاكم استهتاراً بذائقة جمهوركم الملتزم !

بسم الله الرحمن الرحيم






السبت الأخير، تمّت إقامة الحفلِ الغنائيّ الأكبر بعنوان "أسطول الحريّة" كمساندةٍ ومآزرة لكسر الحصار عن إخواننا في قطاع غزّة المحاصر. طبعاً المهرجان بمشاركة عمالقة الفنّ الإسلامي، كالرائع عبد الفتّاح عوينات، وخيري حاتم ثمّ أحمد قعبور وغيرهم من المبدعين. في الحقيقة تحرّقت جدا لحضور هذا الحفل المهيب، خاصة لوجود الأسماء المذكورة، ولم أتوانى عن السؤال في كيفيّة الوصول هناك، إلّا أنّ وقتي لم يسمح لي ولظروفٍ خاصة مُنعتُ من التواجد في أرض الحفل. لا أخفي عليكم سرّاً أن الأمر ضايقني كثيرا، وجعلني أفكّر بالتخطيط منذ الآن للحفل القادم إن شاء الله. لكن بعد أن تابعت فيديو الوصلات الإنشاديّة المختلفة، إبتداءاً بعوينات وإنتهاءاً بالوعد، كالعادة، غيّرتُ رأيي في الأمر، وتحوّل الندمُ إلى متعة وفرحة ! 
قد يستغرب كثيرون من هذا الموقف، وأصلا للعنوان الإستفزازيّ للموضوع، لكنني قررتُ أن لا أبقى مكمماً أكثر، وأن أفسحَ المجال للنقد أن لا يبقى مقيّداً بين جنبيّ، وبات لا بدّ فعلاً للحدّ من هذه الظاهرة المقيتة والبغيضة عند معظم المنشدين.
أنا متأكّد من أنّ الجميع لاحظَ أن جميع المنشدين يستعينون بما يسمّى بالــ Playback، بمعنى وضع إسطوانة (Disc) في مشغّل السماعات، ومن ثمّ إطفاء المايكروفونات، وما على المنشدِ سوى تحريك فمه والقيام ببعض الإشارات هنا أو هناك، وإغماض عيونه في تارات أخرى، ووصل البعض "للتبلطح" على الأرض، والجماهير تصفّق وتهتف!
سيّدي الفنّان الملتزم، يا صاحب الرسالة العميقة وصاحب الصوت الرخيم، ما هكذا يتقدّم الفنّ الإسلاميّ أبدا ولو بقيد أُنملة. في الحقيقة تشعرني هذه العادة بالإستفزاز، وتعطي شعورا لنا نحن الجماهير، بأنني ناقصو خبرةٍ وذوق، فماذا يعني أن تنشد في الأستوديو وتؤدي أفضل ما عندكَ، خاصةً بعد إعادة ذات المقطع عشرات المرّات، ثمّ تأتي إلينا بصورة الفنّان الرائع، صاحب الحنجرة خالية النشاز والضعف فيها! . الجمهور بشكل عام وبالذات الجمهور الإسلامي بات اليوم صاحب ذائقةٍ رفيعة، لا يرضى بإسطوانةٍ هنا وقرصٍ هناك، نريدكَ كما أنت، بصوتك ومشاعرك اللحظيّة، لا بإبداعاتك من خلف الكواليس. ثمّ أصلا الجمهور جاء ليستمع إلى صوتك وأحاسيسك الآنيّة ويراها أمامه بالعين المجرّدة، يريدُ أن يستمع لذات الأنشودة بنكهاتٍ مختلفة، وعُرَبٍ مبتكرة، لا أن يستمع لما أديته قبل عام مثلاً. لا بل ما زاد الطين بِلّة، هو الدعوة الكبيرة بـ"المهرجان الغنائي" الكبير وبمشاركة "العمالقة" لنكتشف أنّ العمالقة ليسوا سوى أقراصاً مدمجة. كان يكفي للجماهير العريضة هذه أن تشغّل أناشيدكم أعزّائي في بيوتهم وبين أهلهم مكان "الشنططة" والسفر ودفع بطاقات الدخول حتى وإن رخُصت، أو مثلا تستطيعون إرسال أناشيدكم وأغانيكم مرفقة بصوركم تعرض أمام الجمهور وكفى!
ليس هناك أيّ مبررٍ للبلاي باك إلّا لحالاتٍ طارئة جدا، كوجود مسرحيّة تحتوي الكثير من المؤثرات الصوتيّة التي من شأنها تدعيم وترسيخ الفكرة المتلقّاة والمرادة للجمهور الواسع، غير ذالك لا أرى مسوّغاً أبدا!
رأيت نموذجا ممتازاً بل ورائعا في مهرجان "فور شباب الرابع" والذي أقامته إذاعة حياة إف.إم، حيث كان أداءُ جميع أناشيد المهرجان حيّاً أمام الملأ، وعرفنا حقّا من ينشّز، ومن صوته ضعيف.
أعزّائي المنشدين والفنّانين الملتزمين، دعوا جماهيركم تثق بكم، أثبتوا للجميع بأنّكم موجودن على الساحة بقوّة أصواتكم وواسع خبراتكم، لا بتسجيلاتكم وإبداعاتكم من خلف الكواليس، فالساحة الفنيّة مفتوحة، والبقاء للأقوى، الأنجع والأفضل، وما دونُهُم فهم دونَ النجوم. أتمنّى أن لا يأخذ أيّ شخصٍ من أيّ فئة كان، وأيّاً كان مركزه الكلام على نفسه، فما نكتب نحن، إلّا من أجل ترميم هذا الصرح العظيم.




كونوا بخير  :)

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

رائع المقال
مزبوط كلامك