17.5.12

بعدَ خمسة أيّام من الإضراب ، ماذا حدث؟!

بسم الله الرحمن الرّحيم


ها قد مرّ اليومُ الخامس بنجاح في مشروعِ إضرابنا الفيسبوكي في حملته الثّانية، أو لنقل "إضرابنا عن جهلنا بأنفسنا" ! ..
كلّي فخرٌ بكم أيّها الجهابذة المُضربين، ربّما سيسائلني الكثيرون بعد هذه التدوينة، لماذا أصرّ على استعمالِ كلمة جهابذة ولماذا كلّ هذا الفخر لشيءٍ ربّما يظنّه البعضُ بسيطاً أو لربّما مجرّد العمل به ليس له من البطولة مكان. صحيح، ليس الأمرُ بطوليّاً ولم ندّعي ذلك.. لكن على الأقل على المستوى الشّخصي الفرديّ هو أمرٌ كبير يحتاجُ إلى التفكير قبل الإقدامِ عليه. ربّما لا يعلم الجيل القديم أو الأشخاص الذين لا يملكونَ حساباً على الفيسبوك مدى تأثير هذا الموقع الإجتماعيّ على أوقاتنا، وربّما لا يعلمُ أحدٌ كم أثّرت التكنولوجيا بشكلٍ عام على حياتنا وتصرّفاتنا بشكل كبيرٍ وملحوظ، ويستهجنون تولّعنا بالتكنولوجيا الحديثة متمثّلةً بجميعِ إصداراتها.

مثلا، ربّما أكثر ما شغلني في صغري هو الرّسم، مشاهدة الرسوم المتحرّكة، واللعب على دراجتي الهوائيّة أو أحياناً  كنتُ رياديّاً في ملاعب كرة القدم. أمّا اليوم فتحرمني التكنولوجيا الحديثة من ممارسة أيّ شيءٍ من ما ذكرت مع التطرّق للجيل طبعاً. دائما ما تُشعركَ التكنولوجيا بضغط الوقت، ومصطلح "مضغوط كثير" . لن أبالغ إن قلتُ بأنّ معظم الوقت قد يمضي بتفحّصكَ لحسابكَ الفيسبوكي أو تويتر دونَ أن تدري.. فخمس دقائق هنا وعشر هناك في كلّ ساعة، ستقلب لكَ موازينَ تخطيطاتك والموضوع مدروسٌ وعن تجربة!

لو لم تملِك حساباً فيسبوكيا أرجوكَ لا تهزأ بنا وبإضرابنا، فلكلّ جيلٍ معاناته مع الوقت واستغلاله، فكما كان ركوب الخيل ذاتَ مرّة أحد المُلهيات.. نحنُ نعاني إدماناً فيسبوكيّاً بلا شك. إضرابنا الأخير كان مثمراً بشكلٍ لا أستطيعُ وصفه، لما وجدتُ فيه من بركة الوقت والإلتفات إلى الواجبات المُهملة.

أحد أصدقائي بعثَ إليّ إلى جوّالي رسالةً شرحَ لي فيها ماذا أضاف له هذا الإضراب.. مع العِلم أنّه يخوض إضراب الخمسة أيّام للمرّة الأولى وكان معروفاً أنّه "ملزّق" بالفيسبوك! (يعني ما في حِجّة للي بقول صعبة 5 أيّام من أوّل مرة)، يقول في رسالته وأنقلها حرفيّاً:

اشياء انجزتها عند اضرابي عن الفيسبوك:
١- التعرّف على مقامات تجويد جديدة ومحاولة تطبيقها.
٢- قراءة كتاب "حياة بلا توتر"- د.ابراهيم الفقي
٣- مشاهدة برنامج "لو كان بيننا"-احمد الشقيري
٤- متابعة موقع الدكتور زغلول النجّار- الاعجاز العلمي في القرآن
٥- قراءة كتاب تفسير القرآن للسيد متولي الشعراوي.
٦- الجلوس مع الاهل لفترة طويلة ومناقشة بعض المواضيع
٧- التركيز في العمل بشكل ملحوظ
٨- مشاركة افكار بيني وبين خطيبتي. وزيادة في كمية الدقائق التي نتكلمها مع بعض.
٩- ثاني يوم من الاضراب اجريت اختبار لذاتي الا وهو: ان في هذا اليوم قررت انني لا اريد ان اغضب او اتوتر مهما حدث معي من امور!.. وبالفعل نجحت وهذا كان انجاز عظيم بالنسبة لي لاختبار ذاتي.
١٠- التحدث مع اصدقاء عبر الهاتف، وخاصة اصدقاء لم اتحدث معهم من فترة طويلة.
١١- الاحسان ومحاولة تطبيق اخلاق النبي: ١-النظافة ٢- عدم الاسراف ٣- الانهاء عن المنكر ٤- الشكر لكل من تقدم لي بخدمة ٥- الاكثار من الحديث عن سيرة الرسول. وغيرها
١٢- اللعب مع الاطفال مهما كانت لعبتهم
١٣- العزف على الجيتار

إحدى الزّميلات لي في الكليّة أيضاً بعثت لي على جوّالي بعد أن "قلبَ" الفيسبوك أيّامها على حدّ تعبيرها .. حيث كانت تقضي معظم الليل في السّهرِ على الفيسبوك.. وكم من محاضراتٍ ضيّعتها من أجلِ أن تستعيض بالنّوم عن ما فاتها. بعثت لي:
"حاسة حالي زي الي عم بتعالجو من إدمان" ثم أضافت: "ولااااو قديش مرتاحة وهاي أوّل مرّة بيصحلي أنام بالنّهار من أكتر من 4 سنين، وحاسّة حالي مثقفة غير شكل. قرأت 2 מאמרים (مقالات) أول مرة بعملها بحياتي" ، ثمّ طلبت: "بما إنو وقتك صار أفضا بكرا بتعلمني أصلّي:)"


أخيراً، هذا غيضٌ من فيض، الأمثلة كثيرة جداً جداً .. لذلك، ألا يحقّ لي أن أفخر بالمضربين الكرام؟!

سأفتحُ الفُرصةَ لكم مجدداً لتحدّثوني عن إنجازاتكم في الأيّام الخمسة الأخيرة .. في إنتظاركم :)


* آسف لعدم افتتاحي تدوينة تسجيل حضور يوم الثلاثاء لإنشغالات خاصّة
* من قام بالإضراب ثلاثة أيّام فليكتب ذلك ومن أضرب خمسة أيّام أيضاً أرجو أن يكتب تسجيل حضوره وإضافة الإضراب له.
* من أعاد تفعيل حسابه الفيسبوكي أرجو أن يقوم بنشر هذه التدوينة عنده لعدم تفعيلي حسابي في الوقت الحالي..
*أرجو أن تعمّ الفائدة وأن تنتظروا الفعاليات القادمة
*لا تنسوني من صالح دعائكم



يكتبها لكم،
عُمر أبو صيام

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

غير معرف يقول...
بعد ثلاثة ايام من الاضراب ظننتً أنني عند إنتهاء الاضراب لن اتزحزح عن شاشة الحاسوب لأيام لكنني بصراحة لم اعد استطيع قضاء اكثر من 10 دقائق متواصلة في موقع التواصل الاجتماعي(فيس بوك).
انا من الاشخاص الذين استفادوا بشكل ممتاز من الاضراب بل هنالك اشياء جذرية تغيرت بي مثلاً عًدت أُطالع الكتب قبل النوم. وأهُنئُكَ على الفكرة الرائعة.
هند زبيدات

نور الدين إغبارية يقول...

شكراً كثير عُمر على هاي المبادرة الحسنة. بهنيك على هاد العمل. اجمل اسبوع كان بحياتي هو هاد الاسبوع. وشكراً لأنك نشرت الاشياء اللي انجزتها خلال الاضراب الفيسبوكي ^_^.
يعيطم العافية جميعاً :)

[ عُمر أبو صيام ] يقول...

عُلا ، أصبتِ عينَ الهدف حينما قلتِ:
"كثير ممن عارض فكرة الاضراب هُم مدمنون بحالة انكار..
وزملاءك الذين عرضت تجربتهم زادوا من ايماني بأن المُشكلة تكمن فينا نحنُ وبأستغلالنا للحد الخاطئ من السيف.."

هو الموضوع هكذا بالفعل، مُدمنون بحالة الإنكار ! ، شكرا لحضورك المشجّع دائماً .. شكراً جزيلا :)

هند، تجربتكِ من التجارب اللطيفة ,, أتمنّى أن تبقي على تواصل مع المدوّنة حتى نستفيد جميعاً من الطروحات الجماعيّة هُنا

نور، شكراً لمشاركتك أيضاً .. لتجربتكَ كان الوقع المُختلف تماماً مثلك :)
أهلا بكَ دوما ..

في انتظار البقيّة :)

Entrümpelung يقول...

موضوع ممتاز جدا شكرا لكم

عبده العمراوى يقول...



شركة سامس لمكافحة الحشرات بالرياض