30.3.14

لغز الطائرة الماليزية .. تقرأ في 3 دقائق ونصف :)

ما نشرته على حسابي الشخصي على فيسبوك في تاريخ 16/3 وقبل الإعلان عن ايجاد الطائرة .. أنشره للأرشفة هُنا ..






تاريخ خطف الطائرات عادةً ما أشار إلى وجود شخصيات مهمّة على متنها، يقوم على إثرها المختطفون باقتياد الطائرة وإجبار طاقمها على تغيير وجهة مساره والشروع لاحقًا بعمليات الإستفزاز.

وهذا ما لم يحدث حتى الآن، رحلة الخطوط الماليزية 360 وهي طائرة بيونج 777 التي اختفت وتحمل في بطنها 239 شخصاً ، فقد الاتصال بها فوق خليج تاينلاند بين ماليزيا وفيتنام في وقت مبكر من يوم السبت الماضي وهي في طريقها من كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين، دون أي إشارة تحذير أو خطر.

الأمر المحيّر أنّ هناك على الأقل 34 طائرة و 40 سفينة من عدة دول بتعداد 600 ألف شخص يبحثون عن الطائرة في دائرة نصف قطرها 50 ميل بحري من نقطة فقدان الطائرة لكن شيئاً لم يجدوه، حتى البقع النفطية التي وجدت لم تكن من الطائرة !

السيناريوهات المحتملة كانفجارها، أو اطلاق الصواريخ عليها، أو سقوطها في البحر أو حتى وجود خلل فني أجبرها على الهبوط استبعدت كليّا، ذلك أن جهاز الرادار والأجهزة الحساسة للطائرة لم تبلّغ عن شيء، وقائد الرحلة – الطيار زهاري أحمد شاه، لم يرسل لمركز الطيران عن وجود أي عطب أو خلل أو حتى عملية خطف للرحلة، مما يزيد الامور تعقيدًا.

هذا الصباح، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن نيّة مجاهدين من افغانستان ينتمون لتنظيم القاعدة في السيطرة على طائرة ماليزيّة، وتمّ توكيل خبير متفجرات لصنع أحذية متفجرة. ووفق ادعاء "سعيد باجع" أحد مخبري الشرطة، وخلال محاكمة "سليمان أبو غيث" صهر الشيخ أسامة بن لادن في محكمة له في نيويورك الأسبوع الماضي قال: "قمت باعطاء 4 أو 5 أحذية متفجّرة لمجاهدين ماليزيين من بينهم طيّار" ، ووفق أقواله أيضًا، أن عملية الخطف قد تكون تمت بمساعدة خبير خطف الطائرات خالد الشيخ محمّد، والذي خطط مسبقًا لخطف الطائرات التي فجّرت بناية التوأمين المعروفة بأحداث 11 سبتمبر.

يبدو أنّ المعارضة الماليزيّة بدأت بالتصعيد منذ الإعلان عن سجن "انور ابراهيم"، قائد المعارضة الماليزية، وصاحب الكاريزما والتأثير العجيب، والذي كان قد حُكم عليه بالسجن الأسبوع الماضي لمدة 5 سنوات بتهمة الشذوذ الجنسي وممارسة اللواط والفساد المالي، رغم التشكيك بالحمض النووي لكن محكمة الإستئناف رفضت هذا التشكيك.

العديد من الأطراف أبرزها كان واشنطن، ادعوا أنّ رئيس الوزراء الحالي عبدالرازق نجيب وزوجته هم من وراء هذه "الحبكة" القانونية وخلف هذه التهمة، خاصة أن هناك مصادر قالت أنهم قد التقوا مسؤولين في الجهاز القضائي، ومع العلم أيضًا أن انور ابراهيم هو أحد أبرز المهددين لنجيب في رئاسة الحكومة القادمة.

أنور ابراهيم، والذي وضع نصب عينيه الوصول إلى رئاسة الوزراء منذ العام 1998، ومحاولته لمّ جناح المعارضة المفتتة داخليًا -للأمانة لم أجد له إلا تصريحات موالية لإسرائيل وللحكومات الغربيّة، حاولت أن أجلب وجهة نظر مخالفة لما كُتب عنه ، وحتى الآن لم أجد- ، يواجه اليوم مجددًا السجن بذات التهم بعد أن كان قد سجن عام 2008 لمدة ست سنوات.

زهاري أحمد شاه، ربان وقائد الرحلة، وأحد المواليين الشرسين لأنور إبراهيم كما وصفته صحيفة التلغراف البريطانية، كان من ضمن الحضور في محكمته الأسبوع الماضي، وسرعان ما انتهت المحكمة وحُكم على أنور أبراهيم بالسجن، اختفت الطائرة الماليزية دون سابق انذار، ودون أيّ اسباب تذكر!

التنبؤات بمكان وجود الطائرة تتضح معالمه يومًا بعد يوم، وترجّح المصادر اختطافها من قِبل طيّار محترف يعرف المنطقة بشكل مفصّل، لكن لم تُعرف الوجهة بعد، أو بكلمات أدق لم يُعلن عنها بشكل رسمي بعد!

الغريب أنّه قد وُجد على متن الرحلة وجود شخصان يحملان الجنسية الإيرانية بجوازات سفر مزيّفة، والأغرب أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لديها أقمار صناعية وأجهزة مراقبة في الفضاء بإمكانها مسح الكرة الأرضية مجتمعة وايجاد الطائرة بأسهل مما نتوقع، أضف الى ذلك أن الصندوق الأسود للطائرة وكذلك خصائصها تمكّن القيادة المركزية من ايجادها. فلماذا كلّ هذا التخاذل الغربي في ايجادها، خاصة أن ماليزيا تشهد مؤخرًا فتنة طائفية ملحوظة، فهل سنشهد "ربيعًا " ماليزيًا جديدًا؟!

ماليزيا الحكومة، وإن حوَت في داخلها الفساد، وهذا امر موجود في جميع الحكومات في العالم بنسب متفاوتة، إلا أنها تُعرف بإسلاميّتها وسيرها على النهج التركي في التنمية مع التشديد على الفروق في شتى التصرفات. قرأت قبل فترة زيارة الشيخ القرضاوي لماليزيا من أجل الحدّ من قوى المعارضة الإسلاميّة المتشدّدة والتي تنادي باسقاط النظام لأنه لم يطبّق الشريعة- تمامًا كما حدث في مصر. ومما يزيد الأمر تناقضًا أن أنور ابراهيم يحوي أيضًا تحت جناحه حزبًا صينيًا علمانيًا يرى بعدم استمرار حكم الإسلاميين لماليزيا ، وهذا ما يجعل قوى المعارضة متآكلة داخليًا.

هل ما يحدث هو تحالف قوى التطرّف بهدف إسقاط الحكومة مثلًا، تمامًا كما حدث في مصر قبل فترة وجيزة؟

على الأغلب سنتعرّف على السبب من وراء عملية الخطف إن كانت كذلك هذا الأسبوع، ربّما تكون عمليّة لتجريب فعالية عملية خطف من نوع جديد، وربّما تكون مثلما ذكرت، أو لربما عطب فنّي، ويبقى ما أقول مجرّد وجهة نظر  !

اذا أعجبتك المقالة، شيّرها 



ليست هناك تعليقات: