3.12.10

فضفضة !


من جديد تقتضبني الذاكرة دهرا الى الوراء
تقذفني بين أسوارها ودهاليزها
لا أدري لما أشعر أحيانا بأنّ ماضيّ بحاجةٍ إلى دفتي كتاب أدفنه فيها, ولا أدري لما أصرّ أحيانا أن أجعل من كلماتي قبورا لأناسٍ قد مرّوا بي, لربما بادلتهم شعورا أجهله حتّى اللحظة, ربّما كانوا جديرين فيه .. أو بغيره .. ربّما ..
أحاولُ أن أحافظ عليهم في خبايا أضلعي, هناك حيث اللاوجود لغيرِ وجهي وأنا .. دون كلماتٍ وتعابير جافّة!
لكن دون جدوى تُرجى من الأمر, مصرّاً على عادتي القديمة, أطفئ ذاكرتي بالورق لأنسى!
هل كان الورقُ يوما مطفأة للذاكرة؟!
أم لتراه المدادُ الأزرق, الذي بدوره تمَوضَعَ على صفحاتي, وبدأ الفيضان الإنسيابيّ بفوضى اضطراباتي الجنونيّة!
لم أعد أسيطر على أفكاري, باتت كأوامر عسكريّة مُجبرة هي حروفي للإنصياعِ لها..!
وبتّ كمدمنٍ يشدّه اللون الأبيضُ للكتابة, وتغيريه الريشةُ برأسها ليرسمَ بها أيّامه, أو .. وجهه ..!
لا أدري أتنتهي العقدة أم أنها أصبحت عاهةً مستديمةً في ذاكرتي ..
ولا أدري متى سيكتب لها القدرُ تلكَ الوصفةَ السحريّة لتنطلقَ بقوّة اللهب!

لا أدري!

ليست هناك تعليقات: