6.1.11

النفاق الإجتماعي ~ نحنُ بريئون منه !

بسم الله الرحمن الرحيم


لا أعلم إن كانت مقارنة الأشخاص بعضهم ببعض أمر لطيف!
لكن أحيانا أجد صداها كبيرا خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشروع السياسي هنا في أراضي ال48 ولأكن واقعيا أكثر, في الأراضي الإسرائيليَة!
لا أعلم إن كان قرّاء مدونتي يحبون السياسة, لكن أظن أنني سآخذ السياسة الآن من جانب مختلف, فأرجو أن تتابعوني قليلا ^^"


فلا أدري حقا هل ما يحدث معي أمرٌ طبيعيٌ قد يحدث مع أي طالب عربي هنا في البلاد, لكن على الأقل أضعكم بالصورة سواءا كنتم ستبدأون تعليمكم العالي في العام المقبل أو أنكم تعانون أيضا مما أعاني, ولربما بعضكم من خارج البلاد, فليتعرف قليلا على ما يحدث في فروع الإعلام هنا في هذه الدولة!
في الأمس, تكلمت المحاضِرة عن "النفاق الإجتماعي"! بمعنى أن تظهر أمام الجمهور بصورة غير تلك التي اعتادها عليك من هم من حولك, ولكن أحيانا قد تُكشف على حقيقتك العارية, دون دراية منك أو لربما استفزازكَ من قبل جمهورك أو أي حدث آنيٍ آخر!

ولتعميق فكرتها في أذهاننا, قامت بطرح "فيديو مصوّر" من إحدى المقابلات في القناة الإسرائلية 23, فيه يظهر عضو الكنيست العربي, الأستاذ جمال زحالقة والذي أكنَ له كل الإحترام والتقدير .. سأعرض الفيديو عليكم .. (تستطيعون المتابعة من الدقيقة 5:38 )




ترجمة سريعة لما حدث
 يبدأ المذيع بمحاورته عن المظاهرات التي يقوم بها الوسط العربي هنا في البلاد ضد المؤسسة الإسرائليّة, وينتقضه بالإتصال بأحد الأشخاص في حركة حماس أو إحدى المؤسسات "الإرهابيّة" على حد تعبيره، وإسماعه للجماهير (كلمة على الهاتف بمعنى آخر) وقال ساخرا بأنّ علينا أن نتظاهر في مصر إن كان الأمر في غزّة يؤرقنا لهذا الحد!, ثم أضاف بأن الديموقراطية الإسرائلية تعطينا حقوقا غير عادية بشكل أو بآخر, طبعا الأستاذ جمال لم يسكت على هذه الإستهزاءات وبدأ بالدفاع عن آراءه، وأن الوضع في غزّة في دالة تنازلية، هذا عدا عن براك الذي يقتل الأطفال وهو يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكيّة، وأنّ على الحكومة الإسرائليّة دفع التعويضات للعائلات التي قتلتها، ليبادره المذيع بأنّ القساميين أيضا لم يقصروا في القتل أيضا، وأن الحديث في هذه الأمور أي تأثيم المؤسسة الإسرائليّة، أو حتى المطالبة بحقوق وتعويضات منها هي"وقاحة" .. هنا ثار الأستاذ جمال، وبدأ بالصراخ بأن على المذيع (دان مرجليت) أن يحترم نفسه، وأن لا يتفوه بمثل هذه الألفاظ والتي نعتها بالسوقيّة، استمرّ الجدال وطردَ الأستاذ جمال من الأستوديو، أيضا استمر بالصراخ بعد أن أعاد المذيع كلمة "وقاحة"، وصرح أخيرا بأن مكان هذا الأستوديو هو "الشيخ مؤنس" (الشيخ مؤنس هو اسم القرية المهجّرة التي كانت قبل قيام مدينة تل أبيب) ..!

المشكلة هنا، بأن المحاضِرَة قد وصفت الإعلامي "دان مرجليت - Dan Margalit " بالنفاق الإجتماعي، ولم تصف الدكتور جمال زحالقة بالنفاق المذكور! ذالك أن الجمهور -على حدّ تعبيرها- اعتاد عليه بهذه الألفاظ السوقيّة البذيئة! وكان على الإعلامي أن لا ينجرّ لهذه البيئة، فلا يليق به ذالك!
طبعا حدّث ولا حرج عن الضحك الذي عمّ القاعة في هذه الأثناء، وكيف بدأت الأنظار تتجه إليّ تنظر ردّة فعلي من الأمر..!

مرض العنصريّة متفشّي بعنف في الأوساط اليهوديّة هنا، لكن يحاولون إخفاءه عنّا على الأقل بين طلاب الجامعات على الأقل، لكن إيماني بأنّ هذا "النفاق" سيزول قريبا .. عاجلا أم آجلا..!

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


كل التحيّة والتقدير للأستاذ جمال زحالقة، كلّ المحبة والمودة لشخصكم الكريم، لم تكن تلك وقاحة بل كانت شجاعة، لذا من منظوري الخاص ومن منبري الصغير هنا، أدعوكَ سيّدي لمقاطعة القنوات الإسرائليّة أو على الأقل التخفيف من اللقاءات التي تثار هناك، فما همّهم في هذه اللقاءات ليس وضع العرب في قفص الإتهام لأنهم قد وضعوهم منذ زمنٍ بعيد، بل يحضروكم ليطلقوا عليكم حُكم الإعدام وسياسة تكميم الأفواه،،

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كلّ التحيّة والحب للضمير الحي، الذي ما زال ينزف يوما بعد يوم!


شاركونا آرائكم : )

هناك 3 تعليقات:

رحـيقٌ مخـتُوم ~ تسنيم / يقول...

بدايةً، فإنّ النظرة السياسيّة من هذه الزاوية قد راقت لي

لا أظنني سأُحيطُ بكلّ فكرة ذُكرت
لكنّ سياستهم في تشويه سُمعة الطرف الآخر باتت جليّة وبدت علَماً لا يُخفى، نواجهه جميعا في مضمار حياتنا ومؤسساتنا التعليمية على حدّ سواء

لكنّ اشتداد الظلام والليل الدامسُ هذا، ما هو الا بُشرى الفجر القريب بإذن الله ؛

[سيعلمُ الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون]

رجاءٌ أنْ أغدق علينا من هذا القَبيل

صــفاء يقول...

منطقي جداً ما تحدثت عنه.
والنظرة العنصرية ستتحدث دائماً بلسان الاسرائيليين دائماً مهما حاولوا ان يخفوها.
ومهما حاولنا نحن ان نقف على الحياد .
اللهم أصلح الحال !

[ عُمر أبو صيام ] يقول...

شكرا لمجيئكِ أختي تسنيم .. كما ذكرتِ حضرتكِ .. جميعنا يواجه هذ الظلام، لكن ربما بمواجهاتنا ومبادئنا سنتغلب يوما من الأيام على كل هذه الأمور
شكرا لمرورك :)


الأخت صفاء، شكرا لمروركِ .. نحن متهمون حتى في قعر بيوتنا وبغض النظر عن الجيل الذي كنا فيه، سواء أطفال أو شيوخ، الكل سواء، لذا فلتكن القضية واحدة ما دام الأمر كذالك

شكرا لمروركن وبارك الله فيكن :)

ننتظر المزيد :)