بسم الله الرحمن الرحيم
يقولونَ "أن تصِلَ متأخّراً خيرٌ من أن لا تصلَ أبداً"
وأخيراً كحّلتُ عينايَ بأمسيةٍ يميّزها إدارتها الشّابة، وبعيداً عن السياسة والخطابات الرنّانة التي مللنا سماعها وتكرارها وربّما حِفظها عن ظهرِ قلب. وبعيداً عن الحلول التقليديّة لكثيرٍ من الآفاتِ الإجتماعيّة، نظّم حزب التجمّع الوطني أمس السّبت أمسيةً فنيّة لعدّة مواهبَ مُختلفة شابّة من أبناء مدينة أمّ الفحم الحزينة وضواحيها، ميّزها الرقي والأداء الرفيع المستوى من قِبل المواهب الشّابة والمثقّفة صاحبة الرسالة السامية. حيثُ ابتدأ الحفل رأفت آمنة جمال، ثمّ تلاهُ أخي وصديقي الشاعر الفذّ محمّد أبو العز بـ"مشاهد من السماء" أطربَ الحضورَ بإلقاءه وفنّ اختراعِه للكلمات والتعابير الشرقيّة الرائعة، وتُوّجَ الإحتفالُ بفقرةِ راب ملتزم من مغنّي الراب الصاعد أحمد فارس من فرقة "صرخة السلام" والتي تمحوَرت جلُّ مواضيعهِ على الفخر بالهويّة الوطنيّة العربيّة، والوصولِ إلى فكرٍ سامٍ وخلّاق.. للمرّة الأولى في حياتي أشاهدُ عرضاً رابيّاً بهذا الرقي والثقافة العالية !
من تابعَ مدوّنتي في الفترة الأخيرة، لاحظَ أنني تحدّثتُ عن أهميّة إكتشاف المواهب وتنمية الإبداع في سبيلِ النهوضِ بأمّتنا وشعوبنا العربيّة. فالمواهب هي الوجه الآخر والبديل الأنجع مكانَ الإنخراطِ في ثنايا دُنيا بتنا لا نسمع فيها سوى القتلِ وشربِ السموم، والإنحراف وقلّة الإحترام المتفشّي بين ثنايا المُجتمع. إنّ عدم الإستغلال السّليم للوقت من قِبل أبنائنا سيقودنا حتماً إلى نتيجة من بينِ اثنتين لا ثالثَ لهُما: فإمّا أن ينصهرَ الشّخص في بيئةٍ فاسدة وأصدقاءَ سوءٍ سيوصلوه إلى سبيلٍ معروفةٍ هيَ نتائجه، أو لربّما سيتحوّلُ إلى عُنصرٍ خاملٍ في المجتمع، يموت ويحيى دونَ أن نسمعَ عنهُ حتّى وكِلا الأمريْنِ سيّء!
"شبابيك 2" وكما تعلمونَ هو مشروعي الحاليّ القادم، ولعلّي مضطرٌ الآن لكشفِ جزءٍ بسيطٍ لإحدى الأفكار والأهداف التي سألقيها كشرارةٍ في عقولِ أصحاب الشأن ورؤسِ الأموال، حيثُ أنّ أحدَ مشاهد الفيلم هو أمسيةٌ فنيّةٌ لعرض المواهب، تماماً كما كان في الأمس، فيها سنعرضُ مواهبَ حقيقيّة ربّما تحفّز أصحابَ الشأن بالنهوض بها وبغيرها في سبيل ملئ فراغ شبابنا العربي!
لستُ تجمعيّا ولم أكن يوماً، ولا يعني أن أكتبَ عن التجمّع يعني أنني قد انسخلتُ مثلا عن فِكري وميولي الدينيّ الإسلامي و"الإخونجي". وفي النهاية اختلافي مع التجمّع هو اختلاف تطبيق الأفكار ربّما، أمّا القضيّة فحتماً هي واحدة ووحيدة نشتركُ فيها جميعا. لكن لربّما هي وقفةُ حقٍّ أخجلُ أن لا أقفها، وأيضاً لربّما هي رسالةُ تحفيزٍ أرسلها شبيبة التجمّع إلى باقي الأطياف. وأيضاً هو بابٌ للتنافسِ الإيجابيّ والمحمود بل والمطلوب بيننا كأصحابِ رسالة ومبادئ، وعلينا أن نتعاونَ جميعاً في سبيلِ درءِ الآفات وبالطرق غير التقليديّة.
أتمنّى أن يتمّ دعوتي إلى عدّة عروضٍ أخرى كهذه، ربّما كانت أمسيةُ التجمّع بسيطةً بعض الشيء، لكن هي البداياتُ هكذا دائماً، تبدأ بفكرة وتنتهي بإنجازٍ وربّما نهضة.
كما وأتمنّى أن تتنافس جميع الكُتل وجميع الأطياف على إختلافِ توجّهاتها بإظهارِ هذه الملَكات والمواهب الفذّة، وتحتَ بعض الضوابط الأخلاقيّة والشرعيّة لربّما، حتّى تتسنى المشاركة للجميع دونَ حرجٍ أو تردّد.
آرائكم وتعقيباتكم تُسعدني
يكتبها لكم،
عُمر أبو صيام
هناك 5 تعليقات:
مواهب كهذه تستحق التقدير والاحترام .. مع بعض التحفظ على بعض القصائد التي يكتبها رأفت ..
قصائد رأفت لا ترقى للمستوى المطلوب، إنّما جلّها أو لنقل كلّها إبتذال بإبتذال .. لولا أنني مجبورٌ على التوثيق وعدم الكذب لما ذكرتهُ أصلا ..!
إنسانٌ وقِح ومُبتذِل، أتمنّى أن يزور هذا الموضوع ويرى هذا التعقيب أيضا ..!
المبدعين للتجمع اما حركة الشيخ رائد فلها الحفظ والتقليد
الأخ المطالع بن الكتاب، هذا ليس له علاقة بحركة الشيخ رائد أو أي حركة أخرى.. هي مبادرات شبابيّة نطمح بأن تكون عند الجميع .. وإن كان على الحركة فهناك مهرجان الرسم للأطفال في الأقصى وهناك العديد من الأنشطة التربويّة والثقافية للطّلاب وما نطالب إلّا بزيادتها أكثر .. ولم يكن الهدف من التدوينة نقد أو التنقيض من فرد أو من أي حركة أيّاً كانت بالقدر الذي هو إطلاق شرارة التنافس الإيجابي ..
وعجبي يا عمر . . . ! ! !
إرسال تعليق