بسم الله الرحمن الرحيم
تدوينة تُقرأ في 4 دقائق
تدوينة تُقرأ في 4 دقائق
من إحدى الأفلام الرائعة التي شاهدتها هو فيلم in time والذي تقومُ فكرتهُ على أنّ العالمَ عبارة عن مملكة للوقت، حيثُ أنّ كلّ شخصٍ في العالم يُخلق معه على يدِهِ عدّادٌ لوقته يُخبره متى يموت، وحسب هذا الوقت يركض الشخص ليعمل ويتقاضى مقابل عمله أيّاماً أخرى تُضافُ إلى عُمره مكان الأموال وبذالك تكون الأموال هي الوقت!
هيَ أيّامنا كذالك، مبنيّةٌ على الوقت والزمن، ودائما الوقت وفي كلّ مكان، هوَ سيّدُ المواقف دونَ منازع. فالوقت قد يمنعكَ من الجلوس مع أحبّائكَ لضيقه عندما يكونُ عليكَ إختبارٌ في اليوم التالي أو هناكَ مناسبة أو موعد، والأمثلة تطول.
إنّ الطامةَ الكُبرى لنا نحنُ المسلمين والأمّة العربيّة هيَ كثرة الأوقات الضائعة في الهواء، والساعات الطويلة التي لا نعلم أينَ نقضيها ولا أينَ نصرِفها. لو وضعَ كلّ شخصٍ منّا ساعاته ال24 وأينَ قضاها، لرأى أنّه لم يستغلّ منها سوى الجزء القليل والذي قد لا يصِل إلى 20% منها.
ساعاتٌ كثرى لو بدأنا بإحصائها لوجدنا أنفسَنا قد وأدناها قبلَ ولادتها، ولربّما لو عادت لاستطعنا استغلالها بصورةٍ ناجعةٍ وفعّالة. مثلاً هناكَ ساعات الإنتظار في البنك، العمل، العيادة وغيرها قد تصل إلى ساعتين وثلاثة. وهناكَ ساعات النوم الكثيرة وغيرها وغيرها. والجدير بنا أن نخطط لإستقبالها واستغلالها على أفضل ما يكون وأن لا نكتفي بإلقاء اللومِ على الدوْر أو التبرير "شو بدّي أعمل فيها!".
"الوقت هو المال" هذه المعادلة السّحريّة والتي فهمها أصحابُ المقاهي والملهيات، وأصحاب القنوات التلفزيونيّة وغيرهم عندما سخّروا للشباب كلّ المقوّمات التي تساعدهم في "تضييع" هذا الوقت الزائد لدى الشباب في سبيل درِّ المزيد والمزيد من الأرباح على أكتافهم دونَ درايةٍ منهم، فترانا نجلسُ لا نفعلُ شيئاً سوى نفخِ الأرجيلة، وسبّ فلان وغيبة فلان، دون أن نلتفت إلى عقاربِ الساعةِ التي تمرّ عنّا تسخرُ منّا في كلّ دقيقةٍ تمرّ.
"الوقت هو المال" هذه المعادلة السّحريّة والتي فهمها أصحابُ المقاهي والملهيات، وأصحاب القنوات التلفزيونيّة وغيرهم عندما سخّروا للشباب كلّ المقوّمات التي تساعدهم في "تضييع" هذا الوقت الزائد لدى الشباب في سبيل درِّ المزيد والمزيد من الأرباح على أكتافهم دونَ درايةٍ منهم، فترانا نجلسُ لا نفعلُ شيئاً سوى نفخِ الأرجيلة، وسبّ فلان وغيبة فلان، دون أن نلتفت إلى عقاربِ الساعةِ التي تمرّ عنّا تسخرُ منّا في كلّ دقيقةٍ تمرّ.
وحتى لا أكونَ خيالياً، فأنا لستُ ضد أن يرفّه الشّخصُ عن نفسه على طريقته الخاصّة (مع مراعاة الضوابط) ولكنني مع تحديد هذا الوقت وبالأرقام، مثلاً إن كانَ يودّ الوصولَ إلى أحد المقاهي فعليهِ تحديدُ الوقت لذلك، ثمّ التقنين قدرَ المستطاع. باستطاعتنا استغلال الأجزاء البسيطة والتي قد لا يلتفت إليها العوام، والتي من خلالها تنجز الكثير والكثير.
إحدى الأوقات اللذيذة التي بدأت بإكتشافها واستغلالها قدرَ المستطاع هي ما بعد صلاة الفجر، فيها أغوصُ في ثنايا القراءة الممتعة، أو مراجعة وإنجاز شتّى الأمور المُختلفة والتي قد لا أجدُ لها وقتها خلال يوميَ المُعتاد.
أحبّ الإستفادةَ من التكنولوجيا كثيراً، ومن أجمل ما جلبتهُ لنا هو امكانيّة تنزيل الكُتب إلى الجوّال. أحياناً أفاجئ بنفسي أقفُ في طابورٍ للإنتظار، ولكن لم أعد أسمح للوقت أن يمضي دونَ أن أعصره ! .. فجوّالي معي، هذا يعني أنّ وقتَ الثّقافة قد حان، وفي اسوأ الأحوال "مسبحتي" معي .. أستغلّ الوقت في التسبيح والإستغفار حتى لا تضيعَ أيّ ثانيةٍ هُنا أو هُناك ..!
إنّ الأمم الكسولةَ لا تشعر بأقدام الوقت الهاربِ منها، ولا ترى بهذه الجزئيّات البسيطة سِوى هامشٍ لا يجوز الإلتفاتُ إليه. تمضي الساعاتُ تلوَ الساعات، تتقدّم فيها أممٌ وتُحاكُ لأمّتنا الإسلاميّة والعربيّة الكثير من المخططات الهدّامة ويدسّ لها السمّ دون درايةٍ منها.
إنّ العصر الذي نعيشه اليوم يختلفُ كليّاً عما قد سبق، فالأمم المتقدّمة اليوم يميّزها استغلالها الناجع والمدروس لأوقات المختلفة، تبدأ من التفاصيل الصغيرة وتنتهي باستغلال الأيام والشهور. إنّ عدم اكتشاف المرء لأهميّة وقته أو عدم قدرته على التخطيط لاستغلال وقته سيخلق لديه حالةً من الفوضى الداخليّة والتي بدورها ستؤثّر على بيئته وحياته فيما بعد، فزمان "ع البركة" قد ولّى اليوم وانقرض أصحابه، وجاء دور التخطيط والترتيب للأوقات دون حتّى التفريط بثوانيه. لذا فالغرب اليوم دائمو الحرص على إرشادِ أبنائهم على كيفيّة التخطيط وتقسيم المهام الملقاة على كواهلهم بطريقة سلسلة وعصريّة، حتى يوفّروا عليهم الكثير الكثير من الوقت الضائع في التفكير الآنيْ في المهمّة القادمة..
إنّ العصر الذي نعيشه اليوم يختلفُ كليّاً عما قد سبق، فالأمم المتقدّمة اليوم يميّزها استغلالها الناجع والمدروس لأوقات المختلفة، تبدأ من التفاصيل الصغيرة وتنتهي باستغلال الأيام والشهور. إنّ عدم اكتشاف المرء لأهميّة وقته أو عدم قدرته على التخطيط لاستغلال وقته سيخلق لديه حالةً من الفوضى الداخليّة والتي بدورها ستؤثّر على بيئته وحياته فيما بعد، فزمان "ع البركة" قد ولّى اليوم وانقرض أصحابه، وجاء دور التخطيط والترتيب للأوقات دون حتّى التفريط بثوانيه. لذا فالغرب اليوم دائمو الحرص على إرشادِ أبنائهم على كيفيّة التخطيط وتقسيم المهام الملقاة على كواهلهم بطريقة سلسلة وعصريّة، حتى يوفّروا عليهم الكثير الكثير من الوقت الضائع في التفكير الآنيْ في المهمّة القادمة..
لا تكُن شخصاً عاديّاً .. استغلّ الثواني لا الساعات .. استغلّ يومَك حتى يتسائل من حولك "من أينَ لكَ كلّ هذا الوقت" وحتى يظنّ الناس بأنّك تملك 32 ساعة في اليوم .. النهضة بإنتظارك .. لا تتأخّر عنها ..
الحديث هُنا يطول، آمل أن أجلب لكم في الأيام القادمة بعض الطرق الفعّالة في كيفيّة استغلال الوقت ،،
الحديث هُنا يطول، آمل أن أجلب لكم في الأيام القادمة بعض الطرق الفعّالة في كيفيّة استغلال الوقت ،،
أسعد بتعقيباتكم وآرائكم
يتبع
هناك 3 تعليقات:
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
..التي تمرّ عنّا تسخرُ منّا في كلّ دقيقةٍ تمرّ.
الجملة السابقة جعلتني استوقف طويلاً ربما بسبب العار الذي صنعته لنفسي و لوقتي ؟
لا املك تعليق ؟
وفقك الله
=)
أبدعت و أمتعت فيما كتبت فقد ذكرتني بما كتبت في تدوينة(التعبيرات المجازية للوقت )في مدونتي
goldenpenفأدعوك لزيارتها
سبحان الله .. من جمعتين حضرت الفلم :)
الفكرة قوية جدا، وأنا أشد على أيدي كل من بإمكانه استخدام الأفلام (السينما) كوسيلة لتوصيل هكذا أفكار قيمة وعظيمة !
لكن نهاية الفلم لم ترق لي.. فهم بالنهاية لم يصلوا إلى حل .. ولم أتوقع أن أرى هكذا نهاية، ظننت أنهم سيتمكنوا من إنقاذ العالم من هذا الأمر عبر طريقة ما - وأعتقد ان الكاتب ذكي بدرجة ان يخرج بخاتمة أفضل- .
على كل حال.. الفلم ليس محور الحديث وإنما الوقت.
شاكرة لك تدوينتك، التي أمضيت بعضا من وقتك الثمين في سبيل هذه الرسالة القيمة :)
إرسال تعليق