15.12.10

في رحاب شيخنا ..

عدتُ اليوم إلى طقوسي المسائيّة مجددا, أنا أصلا لم أتركها, كنتُ أدوّن في مكان آخر لا يطالعه سوى وجهي..!
كثيرٌ من الأمور كانت تنتظرُ مني أن أكتبها, لكن كثيرٌ من الأمور حالت بيني وبين ذالك, كان آخرها ضرب الرعد لشاشتي, مما أدى لتعطيلها وبالتالي تعطيل طقوسي هُنا..!
قبل ثلاثة أيام خرج الشيخ رائد صلاح من السجن, كنت أرتقب هذا اليوم مذ دخوله إلى السجن, كُثر هم الذين قالوا بأنّ الأيام مرّت بسرعة, حتى الشيخ ذاته قال ذالك, لكن لا أعلم لما شعرتُ خلاف ذالك..!
منذ قليلٍ فقط عدتُّ من زيارته وتهنئته بالسلامة. كان يقف بصلابة, وابتسامته المعهودة ما انفكت تطالعُ وجهه بكلّ حرفة وجمال. ما زال يصرّ على أن يناديني "صيام"! وعندما صافحته, سألني مداعباً:"صيام .. بعدك صايم؟! ^^" فأجبتُ بكلماتٍ فاح الغموضُ منها: "إذا بدّك بصوم .. عشانك!" .. ضحك من ذالك ولا أدري إن كان قد وصله فعلا ما أريد..!
لا أدري لما يكتسحُ كلّ واحدٍ فينا هذا الحُب لهذا الرجل, ولا أدري لما نصرّ جميعا أن نجعله دائما في رأس الهرم! أحد الأشخاص مازحه قائلا: "إنتي مين ما بحبك؟ خفالله أولمرت بحبك  بس مستحي يقول! ^^" "
لم أرَ وجه هذا الرجل عبوسا يوما, فقط عندما يتحدث عن القضيّة الواحدة والوحيدة, ربما لأنّه أدرى الناس بالحال. أعتقد بأنّه يدري بأنّه ليس من حقّ الرموز بأن تبكي, وليس من حقّ الرموز أن تعبسَ ولو لمرّة واحدة. هو يعلم حق المعرفة بأنّ ابتسامته, تعني أمل الأمّة الإسلاميّة بالنصر المبين إن شاء الله.



في ذات اليوم الذي خرج فيه الشيخ رائد, حال بيني وبين الوصول لإستقباله وجود بعض المحاضرات في ذات اليوم. لا أخفيكم سراً بأن الأمر قد وقع بنفسي!, فابتكرت طريقة لأعبّر فيها عن فرحي بهذا اليوم المشهود بإغاظة أعادءه بمجرّد ذكر حروف اسمه!; حيث قام المحاضر بإتاحة الفرصة لنا بأنّ نجرّب شعور الإذاعي في ستوديو الأخبار, بشكل وهميٍّ فقط, فسمح لكلّ شخص في القاعة بأن يذيع خبرا, لا تتعدى مدّته الدقيقتين. رأيتُ بالتجربة هذه فرصةً لأعبّر فيها عن ما في قلبي! .. فطلبتُ أن يتّصل فيّ "مقدّم الأخبار" وكأنني مراسلٌ قد خرج لتغطية خروج الشيخ رائد صلاح بشكلٍ وهمي, وكوني العربي الوحيد, ومن مدينة أم الفحم, راقت لهم الفكرة!
عندما انتهيت من التغطية الوهمية, كان البعض ينظر اليّ نظرات كنتُ قد اعتدتُ عليها أصلا, لكن زاد هذا اليوم هو شدّة انفعالي أثناء التغطيّة, واتهامي بالا موضوعيّة بتغطية الخبر! 
موضوع آخر أحبّ أن أعرّج عليه, يوم السبت الماضي, كانت هناك ندوة إعلاميّة كانت قد نظّمتها "الجزيرة توك" في كليّة القاسمي في باقة الغربيّة. كانت الندوة بعنوان "ثورة الإعلام الجديد", استمتعتُ فيها بوجود أناسٍ كنت اقرأهم دون أن أقابلهم, وحقا كان لي شرفُ لقائهم والحديث مع الكثير من المدوّنين أو على الأقل الإستماع لهم. راقتني فعلا تجربة التدوين, وزادت من رغبتي بالكتابة حتى النهاية!. كان لي بعض التحفّظات على برنامج الندوة, كقصر الوقت مثلا, لكن على أيّة حال ما هذه سوى التجربة الأولى والتي أسأل الله أن تستمرّ.


أسعدُ بسماع آرائكم, وتشرفني مشاركاتكم


هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

حقا .. تدوينتك هذه أصابتني في الصميم !

شبوهات فكرية شتى احتشدت قبل لحيظات أمام مخيلتي باحثة عن سبيل .. جاءت يصمتي هنا كمفر من تلك الشوائب الفكريه ، فعذرا لان مرادفاتي تاخت ومرادفاتك دون شرعية .. فهي ما زالت " إبنة خُدَج " =)

راقني بقوة ما فعله شخصك بصدد التشرة الاخبارية الوهمية

صراحة أخي .. ردة الفعل هذه اعتدنا عليها وكـ " روتين " وللاسف :)

لكن المشكلة تكمن عندما تبدر من زميلك العربي الملسم والذي سبق وان جالسته فتره ليست بالقليلة !!!

عذرا مره أخرى لعدم إيضاح الفكرة كما يجب ..

عموما ، هنيئا لك أخي بتلك الاوقات التي قضيتها وروعة ذات .. أحبتها البلايين ! :)

[ عُمر أبو صيام ] يقول...

أسعدني حقا أن تقرئي نفسكِ هُنا .. :)
الشبوهات الفكريّة التي تتحدثين عنها باتت أصولا متجذّرة عند الكثيرين, وبتنا نحنُ بأفكارنا شبوهاتٍ أمنيّة حتى! أسأل الله أن يُصلح الحال

شكرا لمرورك :)

غير معرف يقول...

كلمــاتك جميلة جـداً ورائعة ...
هنيأً لك أخي لمقابله شيخنا العزيز ..

حمداً لله على السـلامة ونسأل الله الفرج القريب للاسرى البواسل...

هل كانت هذه الدقيقتيين اجمل لحظة بالنسبة اليك ؟؟؟هههه

[ عُمر أبو صيام ] يقول...

وعليكم السلام ..
شكرا لمرورك الكريم أخي/ أختي ..
في الواقع كانت تلك الدقيقتين المتنفّس الوحيد في ذاك اليوم :) .. حقا لم تكن مجرّد دقيقتين

شكرا لحضوركم :)

غير معرف يقول...

بل نحن يجب ان نشكرك على كتاباتك الرائعة ~~

[ عُمر أبو صيام ] يقول...

:)

صــفاء يقول...

السلام عليكم،،
راقت لي جملة "إنتي مين ما بحبك؟ خفالله أولمرت بحبك بس مستحي يقول! ^^"
جميل هو قيامك بإذاعة خبر خروج الشيخ رائد من السجن ودليل قويّ على حضور انتمائك ومبادئك في كل مكان.والذي وللأسف يفتقده الكثير من شبابنا اليوم ، فتراهم خجلين من كونهم مسلمين !

وفقكم الله .

---
ملاحظة : ذلك هكذا تكتب وليس "ذالك"
انت تكتب بفاصلة اللغة الانجليزية وفاصلة اللغة العربية هي " ، " وتكتب بالضغط على shift وحرف النون بالعربية .

[ عُمر أبو صيام ] يقول...

بارك الله فيكِ على المرور اختي صفاء .. أصدقكِ القول بأنه لمن العار أن لا تكون القضية الواحدة والوحيدة هي هم وقضية كل فرد مسلم فينا ، بغض النظر عن توجهاته وأفكاره .. الله المستعان

ثم بالنسبة لملاحظتكم الكريمة ...
كلمة "ذالك" لها صورتي كتابة، مع ألف وبدون، ولكنني سأتبنى الثانية، أظنّ بأنها أرقى..!
وأيضا بالنسبة للفاصلة، لم أنتبه يوما أنّها للعربيّة أو لغيرها .. لكن من اليوم فصاعدا سأحاول أن أعوّد يداي على استعمالها، سأحافظ على العربيّة حتى بترقيماتها .. فشكرا لكم فعلا على ملاحظاتكم الدقيقة والقيّمة ^^
وأرجو أن لا تحرمونا مستقبلا من فيض نصائحكم ونقدكم البنّاء .. شكرا لكم :)