19.12.10

تأثير الفرد على المجتمع!

بسم الله الرّحمن الرحيم


أعلم أن عنوان التدوينة للوهلة الأولى يبدو جافّاً, ومفهومٌ ضمنا للوهلة الأولى أيضا أن ما سيحتويه سيكون مجرّد نظرياتٍ وكلماتٍ ثقيلةٍ على النفس, لكن لا تتسرعوا أرجوكم!


لا أحبّ الفلسفة كثيرا, ولا أحب النظريات التي يطلقها أصحابها في الهواء وحسب, ولكن أحاول أن أكون إنسانا عمليا قدر المستطاع.
دائما ما نصادف التعبير: "تأثير الجماعة على الفرد" أو "تأثير المجتمع على الأشخاص!" .. لا أحبّ كثيرا هذه المصطلحات, لن ألغيها طبعا, لكن سأحاول أن أعمل ضدها!
الإمام حسن البنا, خيرُ مثالٍ حاضرٌ في ذهني الآن, فردٌ لم يقلب موازين مجتمع فقط, إنما قلب فِكر الشرق الأوسط بأكمله ثمّ امتد بأثره للعالم بأسره, وبات واقعا نعيشه الآن. ماركس, هو مثال آخر لفردٍ قام بالتأثير على مجتمعه, ومن ثم انتقل الى العالميّة فيما بعد. قد يعيبني كثيرون الآن بأنّ هناك من هم أولى من ماركس بذكر اسمه, لكن أحاول أن أوجه كلماتي لجميع الشرائح على اختلافِ توجهاتها فاعذرونا ..!
من واقعنا الآن, أجد بالأستاذ عمرو خالد هذه الميّزات, كذالك الأستاذ أحمد الشقيري, أنتم لا تعرفون مدى التأثير في الشباب, ولتراني أحدهم, في توجيه فكره وإعادة برمجة أولوياته..


موضوعي هُنا ليس من أجل ن أذكر هذه النماذج المشرّفة فقط, إنما كمحاولة لإستدراجكم واستفزازكم لنكون سويّة من هؤولاء الذين أنجزوا -ولو قليلا- لأمتهم ولشبعهم, وآن الأوان حقا لكتابة الأهداف التي يسمو كلّ شخص لتحقيقها. لا أظن المذكورين آنفا أشخاصٌ غير عاديون, إنما فقط, فكروا وعملوا, صاغوا الأفكار, وكتبوا الأهداف وبدأوا بعمليّة التنفيذ..
للإمام حسن البنا مقولة دائما أحاول أن أرددها كلما شعرتُ بفتور وهي: "إنما تنتصر الفكرة إذا قويَ الإيمانُ بها" .. فإن أنت آمنت بفكرة أنك مميّز, سيتحوّل هذا الإيمان إلى واقع أنت تعيشيه, تنتفع بالتالي أمّتك جراء تميّزك هذا. وللشقيري أيضا نظرة خاصة عميقة, ألا وهي "نظريّة المتاح" .. تقول بأنّ على الإنسان الذي يودّ التقدم في مجاله, سواءٌ كان إعلاميا أو خلاف ذالك, أن يعمل بالأمور المتاحة والمتوفرة له في الوقت الحالي, أن يحسن بها ويتقها, مما يفتح له الأمر حتما أفقا جديدة ستمكنه من العمل بشكلٍ متطورٍ أكثر, وهكذا حتى يصل لتلك التي رسمها يوما..
الأهداف لا تتحقق بسهولة, والأهداف تأخذ من وقتكَ الكثير, لربما سنوات, المهم هنا هي "الفكرة" و "درجة الإيمان بها" ..
قبل أيام جال في خاطري فكرة تأثير الفرد على المجتمع, ورأيت شحّ المتناولين لهذا الأمر, عندها قررتُ أن أبدأ بهذا بالموضوع, وأن أجرّب أن أؤثر على زملائي في الفصل كنوع من إثبات الذات ليس إلّا, كوني -كما ذكرت سابقا- العربي الوحيد في الفصل الدّراسي .. 

كان ذالك قبل أيام,حينما قررتُ أن أجعلَ زُملائي من اليهود يتحدثون العربيّةَ! ربما كانت الفكرة إنتصارا لنفسي ليس أكثر, والمغزى منها هو الوصول لتلك النشوة بأنّك قد أثرت ولو بالقليل في من حولكَ!
بحيلةٍ بسيطة, جعلتُ إحدى الزميلات تفتح "أجندة اقرأ" والتي كما تعلمون, مليئة بالعبارات والكلمات الرائعة وجميعها باللغة العربية. حاولت أن تقرأ بعض الكلمات, ثم حاولت أن تكتب اسمها, بدأت بمساعدتها, لينضم معظم من كان بجانبنا, وفجأة, بدأ كثيرون ينصتون لنا ويشاركوننا بكلماتٍ يعرفونها, ذاكَ يعدّ للعشرة, وتلكَ تردد أغنية بالّلغة العربيّة!
لأنتبه فيما بعد بأنني صرفتُ انتباههم عن المحاضِرة التي باتت تنظر مدهوشة "للفصل العربيّ" الذي ظهر أمامها فجأةَ!
إحدى الأمور التي أضحكتني من الكلمات والعبارات التي ذكروها هي: "كل كلب بجيه يومه!" ^^"
حقاً تسائلت عن أيّ موضوعٍ بالذات كانت تتحدث معلمة لطلابها الذين لا يبلغ عمرهم أكثر من أحد عشر عاما!


 لن يبدأ التغيير إلا عند انتصارنا على أفكارنا السوداء, سأكون عمليا كما وعدتكم, ولربما أكرس فيما بعد ورشاتٍ هُنا, في عمريات, عن كيفية الوصول لذاك الهدف المنشود, طبعا لا أدعي العلم, ولا أدعي أنني شخص قد سما بروحه ووصل لجميع أهدافه, وبات يُشار إليه بالبنان, إنما أنا شخصٌ عاديٌ جدا, لي بعض التجارب في الحياة, أظنّ أنها علمتني الكثير, وحققت لي أهدافا شخصيّة, وساهمت قراءة بعض الكتب في صقل الكثير من شخصيّتي، أحاول أن أشارككم بها, ولكم الحريّة بالأخذ بها, أو ردها على صاحبها ..


قبل أن أنهي كلامي, هناك مهمّة بسيطة, سأنفذها قبلكم. أحضروا قلما وورقة وأكتب عليها 13 مرة: "أنا مميّز"


أحب أن تشاركوني آرائكم هنا :)

هناك 3 تعليقات:

صــفاء يقول...

السلام عليكم ،،
استمتعت جداً بقراءة ما كتبت .
وبحديثك عن البنا وماركس فهذا وجه للمقارنة بين الاثنين والفخر بفكرة الامام حسن البنا التي ما زالت تتسع ويزيد انتشارها ويتقبلها الجميع ويتبناها ويعتبر مجدد فكر القرن لعشرين وان شاء الله القروض القادمة . وبين فكرة كارل ماركس الذي ولّى عهده منذ زمن واصبحت الشيوعية اليوم بقايا رماد على جسد العنقاء !
---
متعتي كانت تزيد حتى آخر جملة ، عندما استشعرت وجود " التنمية البشرية " ^^ !

[ عُمر أبو صيام ] يقول...

شكرا لتواجدك هنا أختي صفاء :)
لربما أصبت صميم الهدف هنا. . لتراها تنمية بشرية مكتسبة ولولا رؤيتي لنجاعها ما استعملتها هنا :)
يبدو أن جموع المعلقين هنا لا يحبون الوظائف لذا سنحاول العمل بأسلوب آخر في المرات القادمة ^^"

سعدت بتواجدك :)

هبة العواملة يقول...

ممتع ومحمّس ..
نحتاج للحماس ولنماذج مبدعة لنقارن أنفسنا بها دائماً..

وهذه ما أسميها الغيرة الإيجابية ..

كلماتك محمسة وننتظر المزيد